أثر صراع عباس – دحلان

مركب فتح تواجه الغرق

الرسالة نت- رامي خريس                                             

الانباء الواردة عن خلافات وقعت بين رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح محمد دحلان أصبحت مؤكدة الآن، ولم تعد تتحدث وسائل الاعلام عن تسريبات بل انها بدأت تنقل عن قادة في حركة فتح معلومات دقيقة عن أسباب الخلاف الذي تطور واخذ أبعاداً مختلفة وصولاً الى تشكيل لجنة من مركزية فتح  للتحقيق في ملابسات "قضية دحلان" وتآمره على رئيس حركته.

أبعاد

وبعيداً عن أسباب الصراع وتفاصيله الدقيقة ، فالحديث يدور حول أبعاده المختلفة ، لاسيما أن حركة فتح أصبحت لا تقوى على التعرض لهزات قوية وأي خلافات جديدة قد تعصف بالحركة التي تواجه تحدياً كبيراً على أصعدة خارجية مختلفة ، فخيار التسوية التي عولت عليه قيادة الحركة كثيراً يواجه الفشل ، وحديث عباس المتشائم حيال المفاوضات يزداد يوماً بعد يوم ، فضلاً عن أحاديث مختلفة حول "حل السلطة" ، كما ان الخيارات الاخرى التي قال أنه سيلجأ لها حال تعثر المفاوضات بدت لا تساوي شيئاً فاللجوء الى مجلس الامن يواجهه الفيتو الامريكي والدول العربية ليس لديها أي خيارات سوى اصدار القرارات التي تتحدث عن رفض العودة الى المفاوضات في ظل الاستيطان ودعم السلطة في قراراتها.

 خسائر

وهكذا فإن أي خلافات او صراعات داخل البيت الفتحاوي سيكون ضاراً بالحركة جمعاء ومع ذلك فإن الخسائر داخل الحركة قد تتفاوت من طرف الى آخر.

والمتوقع أن يكون هذه المرة دحلان أكبر الخاسرين ، لاسيما أنه في الضفة الغربية بدون ظهر بعدما فقد قوته في قطاع غزة جراء عملية الحسم التي اضطرت اليها حركة حماس بعدما حاول الاول أن يلعب معها لعبة " القط والفأر" ، أو كما قال بلسانه "خمسة بلدي" ، وحينها خسر قوته في غزة ، وجراء محاولته اللعب في الضفة يبدو انه سيخسر هناك كما خسر في غزة ، كما أن محاولته الانقلاب على عباس ستؤكد ما كانت تقوله حماس من ان دحلان يفود تياراً انقلابياً في حركة فتح ، وهو التيار الذي حاول قبل ذلك الانقلاب على الراحل ياسر عرفات.

وعباس في الطرف الاخر يحاول ترميم علاقاته القديمة للوقوف في وجه دحلان فلجأ للتصالح مع فاروق القدومي ، فضلاً عن محاولته التحالف مع القيادات الفتحاوية التي لها خصومات سابقة مع دحلان للوقوف في صف واحد في مواجهة الاخير الذي يبدو أنه بات وحيداً في مواجهة الخصوم والاعداء .

أما عباس فمحشور في زاوية المفاوضات المتعثرة ، ومحاولاته للهروب من المأزق بدت فاشلة ، وبحسب تصريحاته الاخيرة فإنه يبحث كما يرى المراقبون عن وسيلة للهرب وترك المركب تواجه مصيرها .       

ولكن هنا خيار أخر أمامه يتمثل في اللجوء إلى تفعيل موضوع المصالحة مع حماس ، وذلك قبل فوات الاوان ، فهناك حالياً فرصة في ظل المعطيات الحالية ، وذلك قبل أن تغرق سفينة فتح تماماً ، فلحظة الغوص في أعماق المياه يقفز من السفينة خارجها ولا مصلحة لأحد حينها في ربط مصيره بالأموات .

السفينة الفتحاوية بكل الاحوال أصابت اشرعتها رياح خارجية وركابها ثقبوا قاعها ، فهل تصمد في بحر متلاطم الامواج ؟. 

 

 

 

 

البث المباشر