قال رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الشيخ ناجح بكيرات، إن القدس تسير نحو "معركة مفصلية"، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يستطع حسم البلدة القديمة بالقدس المحتلة ديموغرافيا ولا بصريا، أمام صمود المقدسيين.
وأوضح بكيرات خلال كلمة له في نقابة المهندسين بنابلس، اليوم، ضمن فعاليات اليوم الثالث من فعاليات أسبوع القدس، أن القدس قضية منصورة ومن نصرها فهو منصور، وهي عاصمة الشعب الفلسطيني الأبدية وهي روح الأمة وبوابة الأنبياء إلى السماء.
ولفت إلى أن القدس تتعرض لحرب مباني، حيث يحاول الاحتلال تكوين رؤية بصرية ومشاهد جديدة لا تظهر خلالها قبة ولا مئذنة ولا بيوت وقفية إسلامية ولا كنائس مسيحية.
وأشار إلى وجود صراع على الحسم المعماري، موضحا أن زعماء الاستيطان في الكيان العنصري هم من يرسمون الخطط ويشرفون على تنفيذها لتهويد المدينة المقدسة.
وقال بكيرات: "لم يستطع الاحتلال حسم الوجود المعماري في القدس، وأهل القدس ما يزالون يحافظون على واقع معماري عربي، رغم وجود أحياء مهمشة، وما زلنا نشاهد المآذن والبيوت العربية".
ولفت إلى أن الصراع في حي الشيخ جراح ليس على الوجود الإنساني فقط، فـ"الاحتلال يريد تحويل ملكية البيوت للمتطرفين ثم هدمها وإنشاء أبراج وبؤر استيطانية، فهم أولا يستولون على الأرض ثم ينطلقون في البنيان".
وأضاف: "الاحتلال صرف منذ عام 1967، 30 مليار دولار على المباني المعمارية لخلق رؤية بصرية يهودية في المدينة، ولم ينجح أمام صمود المقدسيين".
واعتبر البلدة القديمة في القدس المحتلة هي خزانة التاريخ، لاحتوائها العمارة والمباني والأربطة والسبل والبوائك والمسجد الأقصى، والتناغم الإسلامي المسيحي.
وحول الوجود الإنساني في المدينة فقد شن الاحتلال حربا على أهل القدس، وفق بكيرات، مشيرا أن الاحتلال يعمل على تفريغ البلدة القديمة من اقتصادها بمحاربة التجار، وتفريغها من التعليم عبر التنغيص على الطلاب وشبحهم وقمعهم، وتحويل أبواب البلدة إلى كنس وروضات ومغافر للشرطة.
وقال: "الاحتلال يخنق البلدة القديمة ويطرد أهلها ويستهدفها ديموغرافيا، ضمن استراتيجية مدروسة، من أجل حسمها لصالحه، لكن الوجود العربي فيها هو الغالب".
وأضاف: "يبلغ عدد سكان البلدة القديمة 40 ألفا، 35 ألف منهم عرب نسبتهم فاقت الـ 85%، إلى جانب 5% مسيحيين، و10% يهود، لذلك لم يحسم الاحتلال البلدة في الرؤية البصرية ولم يحسم في المعركة الديموغرافية".
المصدر: فلسطين أون لاين