ماذا سيفعل ذاك الذي أخبروه بأن عليه أن يهدم بيته بيديه، أو ماذا سيفعل إن أخبروه أن عليه هدم بيته للمرة الثانية؟!! هكذا أخطر الاحتلال عائلة إياد أبو سنينة، في جبال المكبر جنوب شرق القدس، بهدم منزلهم بحجة البناء دون تراخيص.
بدأت العائلة بأخذ ما يمكن أخذه، وإفراغ المنزل من محتويات العمر الطويل، لتوفير ما يمكن توفيره من إمكانيات الهدم، وإياد أبو سنينة يهجّر من جبل المبكر للمرة الثانية، فقد هُجّر في 2015 بعد أن هدمت شرطة الاحتلال منزله، وها هو يُهجّر للمرة الثانية في انتهاك واضح لاتفاقية جنيف وحقوق أي شعب تحت الاحتلال.
يقول أبو سنيينة: "نحن ضحايا حرب، يقع علينا ما يقع على أي شعب محتل وفقاً لكل محاكم العدل الدولية، وهذا البيت الذي يطل على الأقصى من جبل المكبر هو كل الحياة، هو سر الوجود في القدس، وهذا الهدم هو محاولة لتدميرنا نفسياً، بيتي شقاء عمري سأهدمه بيدي!!
ويضيف أبو سنينة: "الاحتلال يريد أن يطهرنا عرقياً ويوسع استيطانه ويكسر شوكتنا" رسالتنا كمقدسيين" لن نخرج من القدس، ومهما حاولوا تهجيرنا، هذه أرضنا وسنظل ندافع عنها وننتمي إليها ولن نتركها لهم أبداً".
ويتابع: "نتعرض اليوم لثاني عملية تهجير قسري، الأولى بعد هدم منزلنا في راس العامود ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في شهر أيار 2015، وغرمنا الاحتلال بعشرات آلاف الشواكل كوننا رفضنا هدمه ذاتيًا، وهذه الثانية حيث سنضطر إلى هدم منزلنا ذاتيا تجنبًا للغرامات العالية التي تفرضها بلدية الاحتلال".
ومنذ إعلان القدس كعاصمة لــ (إسرائيل) لا يكف الاحتلال عن التوسعة الشرسة للاستيطان وإقامة مراكز تجارية وسكانية في أحياء القدس المحتلة، في محاولة لتعزيز سيطرته على المدينة، في سعي لتحقيق ما أسمته "العاصمة الموحدة لإسرائيل".
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد بنى الاحتلال 90 وحدة استيطانية في مستوطنة "نوف تسيون" على جبل المكبر.
ويقول المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب تعليقاً على ازدياد الاستيطان في جبل المكبر إن الاحتلال يستهدف بلدة جبل المكبر بطريقة كبيرة وممنهجة، لتسريع عجلة الاستيطان في القدس وذلك لفصل المناطق العربية عن بعضها البعض وتحديداً في الأحياء القديمة سلوان والشيخ جراح وجبل المكبر.
ولفت أبو دياب إلى أن كل ذلك سعيٌ من الاحتلال لتطويق المدينة لربط المستوطنات ببعضها "جبل أبو غنيم" مع جيليو وصولًا لجبل المكبر، و"الطريق الأمريكي" الذي يمر بالمنطقة حتى تجمع مستوطنات "معاليه أدوميم".
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإنه بُني خلال العام الماضي حوالي 90 وحدة استيطانية في مستوطنة "نوف تسيون"، المقامة على أراضي الفلسطينيين شرقي القدس.
وجبل المكبر قرية مقدسية صغيرة المساحة، تقع فوق تلة مرتفعة تطل على بلدة سلوان والبلدة القديمة، قسمها الاحتلال، وأخرج جزءاً منها من حدود ما يسمى القدس الكبرى وكما يريدها الاحتلال، ويشمل جبل المكبر حي الشيخ سعد، الذي ضُم إلى الضفة الغربية، وكذلك السواحرة الشرقية، التي قُسمت إلى 3 مناطق، وهي السواحرة الغربية والشرقية والشيخ سعد.