تتخوف من امتداد بقعة الزيت

بسبب الحرب الروسية الأوكرانية (إسرائيل) بين نارين

روسيا واوكرانيا
روسيا واوكرانيا

الرسالة- أحمد أبو قمر

وضعت الحرب الروسية الأوكرانية، (إسرائيل) في مأزق، بسبب تضارب مواقفها من الأزمة الجارية، ما بين استرضاء الولايات المتحدة والاصطفاف مع أوكرانيا، والعلاقات الجيدة التي تحكمها بروسيا.

وتتخوف دولة الاحتلال من امتداد بقعة الزيت إلى منطقة الشرق الأوسط، لذا تدرس مدى تأثير الحرب الروسية على المنطقة، وانعكاساتها السلبية عليها.

وعلى صعيد الاقتصاد، لا يزال الاحتلال في تردد من موقفه من العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، في وقت توجد استثمارات ضخمة للروس في (إسرائيل).

 تخوف إسرائيلي

بدوره، قال المختص في الشأن (الإسرائيلي)، مؤمن مقداد، إن وسائل الإعلام العبرية تولي الحرب الروسية الأوكرانية، اهتماماً كبيراً.

وأوضح مقداد في حديث لـ "الرسالة نت" أن (إسرائيل) مضطرة لإدانة الغزو الروسي كما حدث في مجلس الأمن لإرضاء الولايات المتحدة، وهو ما يؤثر على العلاقات مع روسيا في سوريا.

وأضاف: "من جهة أخرى، هناك آلاف اليهود في أوكرانيا وتحتاج للاتفاق على آليات إخلائهم خاصة وأن الجاليات اليهودية كبيرة هناك".

وعلى صعيد الاستثمارات، بيّن مقداد أن الشركات الروسية كثيرة في (إسرائيل)، متسائلاً: "فكيف ستتعامل دولة الاحتلال مع العقوبات المفروضة حالياً".

وتطرق للحديث عن الملف الإيراني، الذي يقلق (إسرائيل)، في ظل انحراف الأنظار نحو الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما يعني استغلال إيران هذه الفترة لتسريع الإنتاج النووي ما يشكل تهديداً عليها.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال يعتمد على روسيا وأوكرانيا في استيراد القمح والسيرج، "وهو ما يضعها أمام موجة غلاء مرتقبة".

ولفت مقداد إلى أن هناك تخوفات من تصعيد على إحدى الجبهات مع الاحتلال في ظل التوتر في شرق أوروبا، موضحاً أن الاحتلال على أهبة الاستعداد لأي سيناريو من هذا القبيل.

وتصاعدت حدة الخطاب بين روسيا و(إسرائيل) عقب دعم الأخيرة لوحدة الأراضي الأوكرانية.

وأعلنت (إسرائيل) في بيان، عن دعمها لوحدة أوكرانيا وسيادتها الكاملة على أراضيها، وعبّرت عن قلقها بشأن التوغل الروسي في شرق أوكرانيا، لترد موسكو باستنكار الاحتلال (الإسرائيلي) لهضبة الجولان.

وأدان وزير الخارجية (الإسرائيلي) يائير لابيد الهجوم الروسي على أوكرانيا، ورآه "انتهاكًا للنظام الدولي" مشيرًا إلى أن الحرب ليست وسيلة لحل الخلافات.

وردت روسيا على التصريحات (الإسرائيلية) بالإشارة إلى عدم اعترافها بالاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية.

وفي سياق متصل، قالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "استدعت وزارة الخارجية في موسكو سفير إسرائيل لدى روسيا ألكس بن تسفي، لتقديم إيضاحات".

وأضافت: "قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للسفير إنه يرغب في الحصول على توضيح حيال شجب وزير الخارجية يائير لابيد للهجوم الروسي على أوكرانيا".

وتابعت: "أشار بن تسفي إلى أن إسرائيل قلقة من الأوضاع في أوكرانيا، وترغب في وقف التصعيد وإيجاد حل دبلوماسي للأزمة".

وفي بداية التوتر قبل أسابيع، كانت (إسرائيل) تكتفي بالإشارة إلى أنها "تدعم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".

ومع بدء العملية الروسية، قال وزير الخارجية (الإسرائيلي) في بيان "إن الهجوم الروسي على أوكرانيا هو انتهاك خطير للنظام الدولي".

وأشارت دراسة (إسرائيلية)، صادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، إلى دعم الموقف الأميركي في الصراع المتصاعد في أوروبا الشرقية، بسبب العلاقات الخاصة بين الدولتين والالتزام الأميركي بأمن الاحتلال.

وفي هذا السياق، أوصت الدراسة بأن تمتنع (إسرائيل) عن الدخول في مواجهة علنية خصوصاً، مع الإدارة الأميركية حتى في حال جرى توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران قريباً.

ومن الجهة الأخرى، أوصت الدراسة الحكومة (الإسرائيلية) بالحفاظ قدر الإمكان في هذه المرحلة على قنوات الاتصال مع موسكو، من أجل الامتناع عن احتكاك عسكري في سوريا. كذلك أوصت باستمرار ترسيخ (إسرائيل) لعلاقاتها مع دول عربية ونقل "رسائل إيجابية" إليها، "من أجل الاستعداد لاحتمال حدوث قلاقل فيها إثر تبعات الأزمة الدولية وبهدف منع تراجع عملية تطبيع العلاقات".

البث المباشر