قال المحلل السياسي العراقي محمد علي الحكيم، إن إيران حددت ثلاثة مواقع أخرى للموساد في شمال العراق تسعى لزعزعة الأمن القومي الإيراني وتقوم بعمليات مشبوهة، ودعت الحكومة العراقية لمعالجة الأمر بأسرع وقت.
وعدّ الحكيم في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" استهداف طهران لقاعدة إسرائيلية في إربيل شمال العراق، بمنزلة تغيير للمعادلات، وفرض قواعد جديدة للعبة، ولسان حال الإيرانيين يقول انتهى زمن الدفاع والتبرير وسنستهدف كل من يهدد الأمن القومي الإيراني ويتجاوز الخطوط الحمر وسنرد الصاع صاعين.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن الحرس الثوري شن الهجوم على "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية في أربيل، مشيرة إلى أنه جاء كرد انتقامي بعد ضربات جوية إسرائيلية في الفترة الأخيرة أسفرت عن مقتل أفراد من الجيش الإيراني في سوريا.
وأوضح الحكيم أن هذه العملية تحمل مجموعة رسائل أولها لواشنطن وحلفائها أنه لا تتصوروا إيران في موقف ضعف وحرج وتتحججون بالمفاوضات في فيينا والخلافات الأخيرة حول الملف النووي.
وأضاف الحكيم أن الرسالة الثانية إلى (إسرائيل) أنه كما ضربت إيران خارج حدودها الجغرافية، تلقيتم ضربة خارج حدودكم، وإن تم الرد من طرفكم سيكون الرد أقوى ومزلزل.
وذكر أن الرسالة الثالثة تتمثل في الاعتراف الإيراني بالضربة بعد ساعات قليلة، وهي الضربة الثانية التي تتبناها إيران بعد قصف قاعدة عين الأسد قبل عامين انتقاما لاغتيال قائد فيلق القدس الايراني الشهيد "قاسم سليماني".
وأكدّ الحكيم أنّ هذا الاعتراف يعدّ رسالة مبطنة للطرف المقابل، بأن الحرس الثوري الإيراني يقصف وكر التجسس التابع للموساد الذي يقوم بعمليات ضد الأمن القومي الإيراني في إقليم كردستان ويعترف ويتحدى.
أمّا الرسالة الرابعة والأهم؛ إلى الدول المحيطة لأيران وبالتحديد المطبّعة، إذا جلبتم الصهاينة وقاموا بأي عمل عدائي ضد إيران وهددوا أمنها القومي سيتلقون نفس المصير، والرد الإيراني جاهز في الزمان والمكان المناسبين، وفق تعبيره.
وذكر أن الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحرس الثوري على أربيل، لم يستهدف الأمريكيين؛ مشيرا إلى أن الصراع بين إيران وأمريكا قائم على مدى 40 عاما، لكن هذه العملية لا تربطها أي صلة بالأمريكيين ولا بسفارة أمريكا أو قنصليتها في العراق، بل هي تستهدف مقر الموساد في شمال العراق والذي يسعى لتجاوز خطوطه الحمر في الآونة الأخيرة.