قائد الطوفان قائد الطوفان

تسهيلات للمتطرفين نحو الأقصى ورمضان قد يكون البداية

غزة- رشا فرحات

يتقاطعُ شهرُ رمضانَ لهذا العامِ مع عيد الفصح اليهودي، الذي يُعد أحدَ المواسمِ الكبرى لاقتحام المسجد الأقصى، وهو ما ينذرُ بتصاعدِ الأوضاعِ خلال الشهرِ الكريمِ لمحاولات الاحتلال المستمرة لفرض أمر واقع في كل عام.

وزيرُ الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف قال في تصريح للإذاعة العبرية إنه سيُسمح لجماعات المستوطنين (اقتحامَ) المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، مصرحاً "سيكونون أحرارًا في دخول الحرم القدس كما هو الحال دائمًا”.

وفي الوقت ذاته، أشار بارليف إلى أن هناك استعداداتٍ أمنيةً كبيرةً لمنع أي تصعيد خلال الشهر المقبل، وذلك رغم محاولاتِ تصعيدِ الأوضاعِ في الأيامِ والأسابيعِ القليلة الماضية.

وفي السياق، ذكرت صحيفة معاريف العبرية، أنه قبيل شهر رمضان، سيتم زيادةُ عدد عناصر “حرس الحدود” في المناطق والقطاعات الحساسة ومنها القدس المحتلة مطلع الشهر المقبل، وذلك بعد أن تخرّج رقم قياسي من أفراد هذه القوة في الأيام الأخيرة وأصبحوا “مقاتلينَ في صفوفها”.

وفي السياق، يقول الدكتور عبد الله معروف، الباحث المختص بقضايا القدس، أن أهميةَ شهر رمضان هذا العام أكبرُ من كل عام لكونها تتقاطع مع موعد عيد الفصح العبري، الذي يعد في أدبيات اليمين الإسرائيلي المتطرف أحدَ المواسمِ الكبرى لاقتحامِ المسجدِ الأقصى المبارك وتثبيتِ أمرٍ واقعٍ جديدٍ فيه.

ويلفت معروف إلى أن هذا العيدَ يقتضي حسب الشريعة اليهودية ذبح القرابين، وجماعاتُ المعبد المتطرفة كانت على الدوام تحاول الاقتراب من محاولة تنفيذ ذبح القرابين داخل المسجد الأقصى المبارك، حتى وصلت عام 2018 إلى السور الجنوبي للمسجد، ورأت في ذلك الوقت أنه لم يبقَ إلا أن تدخلَ بطقوسِها الدينية في العام التالي إلى قلبِ المسجد الأقصى، وهذا ما أوقفته هبة باب الرحمة في بداية 2019.

وفي هذا العام – حسب قول معروف- ترى هذه الجماعاتُ أن حكومة بينيت الهشة تعتبر أن هذه الفرصة الذهبية، وربما الوحيدة، للذهاب إلى أبعدِ قدرٍ ممكنٍ في تنفيذ رؤيتها في اقتطاع مساحةٍ دائمةٍ لصلاة اليهود داخل المسجد الأقصى عبر فرض الطقوس الدينية فيه بالقوة، في ظل عجز بينيت عن الوقوف في وجهها؛ خوفاً على قاعدته الانتخابية اليمينية الضعيفة من ناحية، وفي نفس الوقت إمكانية تسبب ذلك في سقوط حكومته بالكلية بما يفتح المجال لليمين للسيطرة على أي انتخابات قادمة من ناحية أخرى.

كما أن تحذيرَ الاحتلال من الانفجارِ في شهرِ رمضانَ المبارك يتضمنُ التحذيرَ فعلياً من الاحتلال نفسه، فهو يعلمُ تماماً ما يبيته اليمينُ المتطرف، ضد المسجدِ الأقصى المبارك خلال عيد الفصح، وحكومةُ الاحتلال تعلمُ ما يمكن أن يجرّه عليها ذلك من ردٍّ شعبيٍ فلسطينيٍ، على حد قول معروف.

ويتوقعُ الباحثُ المختص بقضايا القدس أن المواجهاتِ التي تعيشها القدسُ منذ شهورٍ، تؤكد أننا أمام أيامٍ شديدةِ السخونة، وأن شهرَ رمضانَ لن يكون سوى البداية.

بدوره، يقولُ الكاتب الأردني المتخصص في قضايا القدس زياد ابحيص أنَّ كلَّ الحديث الصهيوني عن "انفجار" محتملٍ ومحاولةِ استيعابِ تداعياته لم يغير سلوكها الداعمَ للاقتحامات.

ويضيف: "شرطة ُالاحتلال ضيقت على الفلسطينيين دخولَ الأقصى في منتصف شعبان الذي تزامن مع ما يسمى عيد المساخر اليهودي، وشددت إجراءات التفتيش، ومنعت عدداً من القادمين إليه من الدخول، وأخلت طريقَ المقتحمين من المرابطين تماماً، وهددتِ المرابطاتِ بالاعتقال واعتقلت بالفعل شابين وأبعدتهما عن المسجد الأقصى أسبوعاً قابلاً للتجديد بـ "تهمة عرقلة سير" المقتحمين الصهاينة.

ويتوقع ابحيص أن يستمر أسلوبُ الاحتلال القمعي في رمضان المبارك الذي يحل "الفصح العبري" في الأسبوعِ الثالث منه، مؤكداً أن شرطةَ الاحتلال ستضع كل إمكاناتها تحت تصرف جماعات الهيكل المتطرفة لفرض اقتحاماتهم كما فعلت في 28 رمضان الماضي.

ويؤكد أن الاحتلالَ يريد كل ذلك دون أي ردٍ من المقاومة.

البث المباشر