يعتبر جهاز الشرطة في دولة الاحتلال الأصغر حاليًا بالنسبة لحجم بقية القوات "خاصةً الجيش والأجهزة الأمنية"، وهذا فتح الباب لاستقبال المواطنين العرب الذين يرغبون في التجنيد ضمن صفوفه حتى وصلت نسبتهم إلى قرابة 14%، بمعدل زيادة سنوية وصلت إلى 13% "خاصةً من المسيحيين العرب".
أما في لواء حرس الحدود الذي يبلغ تعداده قرابة 8000 مجند، فإنه يوجد في هذا اللواء قرابة 130 مسلم، إضافةً إلى 1300 جندي بدوي مجندين في مختلف وحدات الجيش، مع ملاحظة ارتفاع حاد في تجنيد البدو، والذي بلغ العام الماضي 60 مجند بعدما كان الرقم 20 فقط، مع تفضيل أغلب الجنود البدو الاستمرار في الخدمة، وهذا يفسر وجود الرقم السابق الكبير نسبيًا.
ورغم حذر المؤسسة الأمنية وقيامها بعملية مسح أمني دقيقة لكل المتقدمين، إلا أن موجة العمليات التي نُفِّذت مؤخرًا والتي ترافقت مع موجة من حالات الخوف والرعب التي لم يسبق لها مثيل، والتي سيطرت على كل الشوارع في دولة الكيان، فتحت الباب على مصراعيه للتحذير من "القادم الأعظم" كما سماه بعض خبراء الأمن والمحللين العسكريين.
الهزة العنيفة التي قد تصل قوتها إلى 10 ريختر ستحدث عندما يتأثر أحد أفراد الشرطة أو الجيش بالتحريض الغير مسبوق سواءً في داخل الشرطة أو الجيش بما ينشر على مواقع التواصل، ويقوم بتنفيذ عملية قتل بسلاح الجيش أو الشرطة داخل المقر الذي يخدم فيه، في تجربة تحاكي عدة عمليات حدثت في الولايات المتحدة عندما أقدم أحد الجنود العرب المسلمين على عملية قتل لزملائه داخل المعسكر.
لكن هذا الأمر وإن حدث في إسرائيل فإن تداعياته ستكون أخطر بكثير سواءً على معنويات الجيش أو فقدان الأمن الداخلي، في الوقت الذي يطلب منه أن يحقق الأمن للمواطنين، وبدلًا من أن ينشغل الجيش بالأخطار الخارجية سوف ينشغل بنفسه لمدة طويلة في محاولة للتخلص من أي عربي ممكن أن يكرر ما حدث، بالإضافة إلى حدوث صدوع جديدة داخل الجيش بالإضافة للصدوع الأخرى خاصةً الصدع العلماني الديني والصدوع الجندرية.
ومن يعتبر من الصهاينة أن هذا الخطر حقيقي وقادم، يقوم بالتدليل على ذلك عبر استعراض بعض الحوادث التي هي مقدمة لذلك الحدث الاستثنائي كما يقولون:
أولًا: قيام سائقي الشاحنات العرب في معركة سيف القدس برفض التوجه إلى عملهم لنقل معدات الجيش وآلياته إلى ساحة المعركة، رغم أنهم يعملون ضمن عقود مع وزارة الدفاع أو مع شركات لها عقود مع الجيش.
ثانيًا: قيام عدة حوادث شجار واقتتال عنيفة داخل معسكرات الجيش بين جنود عرب ويهود، استخدمت فيها الأيدي والحجارة والزجاجات الفارغة والعصي، وفي بعض الأحيان تم نقل عدد من المصابين إلى المستشفى، وهنا يعلق المحلل السياسي في صحيفة يديعوت ويقول: "لم يبقى إلا السلاح الذي لم يستخدم في تلك الحوادث".
ثالثًا: قيام بعض الجنود العرب برفض الالتحاق بمعسكراتهم إبان معركة سيف القدس، والإعلان أنهم لن يقوموا بقتل أبناء شعبهم الفلسطيني.
وبحسب المخاوف الصهيونية، فإن هذه الحوادث الثلاثة تمهد للنقطة الرابعة، وهي قيام أحد الجنود العرب بالانتقام، ولكن هذه المرة داخل المعسكرات وبسلاح الجنود أنفسهم، ولكن هؤلاء المتوقعين يقولون إن الدولة سوف تقف ليس دقيقة صمت ولكن ساعة صمت من هول هذه الصدمة.
ورغم تلك المخاوف إلا أن جزء من قتلى العمليات الأخيرة هم شرطة عرب أو جنود عرب، وتأتي في الوقت الذي يدعو فيه البعض إلى نشر أسماء مثل اسم الشرطي العربي أمير الذي قتل في إحدى العمليات، لكن على ما يبدو فإن هؤلاء المحللين المتوقعين والمحذرين لديهم ما لا يقال في العلن، خاصةً أن بعض الجنود العرب تم اعتقالهم مؤخرًا تأديبيًا داخل قواعد الجيش عندما هددوا زملائهم الجنود اليهود عبر أشرطة مصورة بالقتل فقط لكونهم يهود.
فهل تصدق توقعاتهم؟ المستقبل كفيل بالإجابة على هذا السؤال.