قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: المعركة بالقدس وغزة تكسب الرهان

الكاتب/ محمد عطا الله

دون إطلاق أي صاروخ، نجحت قيادة المقاومة بتحقيق انتصار جديد بعد ما دشنت خط القدس-غزة، والذي فرضت فيه معادلة جسدت بموجبها وحدة الأراضي الفلسطينية كافة، وأنهت تفرد الاحتلال بشعبنا الفلسطيني بأي مكان.

لم تنسى ذاكرة الفلسطينيين أحداث رمضان العام الماضي، حينما صرخ المقدسيون مستغيثين بالمقاومة في قطاع غزة وعلى رأسها القائد محمد الضيف، وتردد صدى صوتهم في غزة التي سرعان ما حركت راجمات صواريخها لتسقط فوق رؤوس الاحتلال ومستوطنيه وتفرض قوة ردع لم ولن ينساها الاحتلال.

نجحت معركة سيف القدس في اِحداث تغيير فعلي على الأرض، ووضعت حدا لتحركات الاحتلال ومستوطنيه في المسجد والمدينة المقدسة وجعلته يحسب ألف حساب لصواريخ المقاومة التي قد تنهال على رأسه في حال تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها له المقاومة عبر قواعد الاشتباك الجديدة.

هذا النجاح حقق ما يمكن تسميته بعملية "كي الوعي" لقيادة الاحتلال الإسرائيلي التي سرعان ما هرولت نحول الوسطاء وأرسلت رسائل بالسر والعلن للمقاومة، تنفي فيها أي مزاعم لما يسمى "ذبح القرابين" في المسجد الأقصى وتعهدت بالحفاظ على حرية العبادة ومنعت بالقوة المستوطنين المتطرفين من دخول الأقصى؛ خشية من تدهور الأوضاع والانزلاق لمواجهة عسكرية مع المقاومة في غزة.

وبعد ساعات من اشتعال المواجهات في المسجد الأقصى مجددا، وتهديد المقاومة باتخاذها قرار الدفاع عن المسجد الأقصى، تحرك العديد من الوسطاء العرب والدوليين وشهدت الساحة الفلسطينية تحركات حيثية تمثلت بسيل الاتصالات مع قيادة حركة حماس ورئيسها اسماعيل هنية في محاولة لاحتواء الأوضاع المتفجرة.

وتتوجت هذه التحركات بفرض الشروط الفلسطينية على الاحتلال والتي أثمرت بالإفراج الفوري عن أغلب المعتقلين المقدسيين وتعهد الاحتلال بالالتزام بالاعتكاف وحرية العبادة في المسجد الأقصى وعدم تصعيد اعتداءاته على مدن الضفة؛ لضمان استمرار حالة الهدوء؛ لتكسب غزة الرهان مجددا.

ولعل هذه الأحداث تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة المستمدة من فوهة البنادق، ويسجل نجاح لقيادة حركة حماس التي باتت تقود المشروع الوطني الفلسطيني وصاحبة اليد الطولى في قرار القرار الفلسطيني وقرار السلم والحرب النابع من قوتها العسكرية والشعبية والدبلوماسية في حماية المقدسات.

وينسحب هذا النجاح على تعزيز مكان "حماس" على الصعيد الدولي بعد أن أصبحت هي العنوان للقضية الفلسطينية وتمثل مقاومتها سندا وداعما لكل الفلسطينيين وحامية للمقدسات ومحافظة على الثوابت.

ولعل ما سبق يمكن أن يكون رسالة ودعوة لأصحاب مشروع التسوية بأن العالم والاحتلال لا يحترم إلا الأقوياء والشرعيات الممتدة من الترسانة العسكرية والسياسية والشعبية والدبلوماسية وهي ما نجحت حماس في الجمع بينهما.

البث المباشر