بسبب الحصار والحرب والمناخ

الزيتون هذا العام..من موسم نعمة الى نقمة

غزة - ديانا طبيل    

في سابقة هي الاولى منذ عشر سنوات صنف محصول الزيتون هذا الموسم انه الأقل بركة وحباته وصفت بالأصغر حجماً على الإطلاق.

هذه القلة بالمحصول رفعت من سعره ، ما ألقى بظلال كئيبة على أسر المزارعين التي تعتاش من وراء بيع المحصول طيلة العام, فينضموا بذلك إلى قافلة طويلة من متضرري الحرب والحصار.

الأقل بركة

المزارعون عبروا عن غضبهم من ضعف محصول الزيتون, فالحاج أبو مصطفى حجي  -مزارع منذ ثلاثين عاما- ، يعتبر موسم الزيتون موسم البركة التي تحل على القطاع لكنه يشكو من قلة محصول هذا الموسم معتبرا إياه أفقر المواسم التي مرت عليه على الإطلاق .

ويضيف المزارع حجي: " اخشى أن لا يحقق موسم الزيتون أية أرباح فالناس لا تقبل على الشراء بسبب ارتفاع سعر رطل الزيتون إلى 40 شيكل ، موضحاً أن اقل عائلة فلسطينية تخزن قرابة الخمس أرطال، وإذا اتجهنا إلى درس الزيتون زيت فان أسعار غالونات الزيت هذا العام ارتفعت إلى 150 دينارا اردنيا مما يعنى أنه لا احد سيشترى الزيت هذا العام .

ويتابع قائلاً : " كافة الأشجار هذا الموسم عقيمة، فحجم الزيتون أصغر بكثير من العام الماضي ، ولا أعتقد أن عصره سيأتي بنتيجة ، مرجعا ذلك إلى السموم والمواد المحرمة دوليا التي استخدمتها إسرائيل خلال حربها على غزة .

من جهته يقول المواطن أبو شفيق عاشور لـ " الرسالة " أن موسم الزيتون لهذا العام موسم فقير فإلى جانب ما فقدناه من أشجار جراء عمليات التجريف للاراضى الزراعية فان ما بقى منها لم يثمر لنا شيئا يذكر .

أما الأشجار التي أثمرت فان حباتها تشبه حبات الفول الصغيرة وهذا يعنى أنها لا تصلح للعصر وبنفس الوقت لا يقبل المواطن شراء هذا الحجم بـ 40 شيكل مما سيضطرنا إلى البيع بأسعار لا تحقق لنا الارباح لا من قريب ولا من بعيد .

تجريف الاراضى

في حين يقول المزارع شحادة البراوى - يعمل مزارعاً لدى أحد أصحاب الأراضي الزراعية شرق جباليا-: لم استطع أن أؤمن لأولاى إلا ربع "تنكة" زيت وبعض الأرطال من الزيتون .

ويضيف:" الزيتون هذا العام قليل جدا وهذا أدى إلى قلة الزيت فالأرض التي اعمل بها منذ عشر سنوات تنتج سنويا قرابة 20جالون من الزيت البلدي الصافي ، لكنها لم تنتج هذا العام سوى أربعة جالونات لا  تكفى لان يؤمن كل واحد من أصحاب الأرض تنكة زيت لعائلته .

من جهته قال حسن أبو عيطة وكيل مساعد في وزارة الزراعة: قلة المحصول وارتفاع أسعاره هذا العام ، يعود إلى ما شهدته الاراضى الزراعية من عمليات التجريف و التي استهدفت ما يقارب 4000 دونم زيتون ، خلال الحرب الأخيرة على غزة من أصل 24 ألف دونم من أراضي الزيتون في القطاع " .

واشار إلى أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة أثرت بشكل أو بآخر على محصول الزيتون و بآخر على محصول الزيتون وذلك بعد تجريف قوات الاحتلال آلاف الدونمات الزراعية المزروعة بالزيتون، خصوصاً في المناطق الشرقية والشمالية من القطاع إضافة إلى استخدام مواد سامة ضارة بالبشر والشجر، كالفسفور الأبيض وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً.

قلة الأمطار

وذكر أبو عيطة أن ضعف موسم الزيتون سجل عجزا قدره بـ 12% ، مقارنة بإنتاج العام الماضي، مؤكدا على عجز في زيت الزيتون، الذي يتوقع أن ينتج 190 طناً من الزيت هذا العام، "من ما يعادل 1020 طناً من المتوقع عصرها"، حسب قوله.

فيما أكد المهندس "محمد وافي" مدير المعصرة الأهلية الأوتوماتيكية الحديثة والمشرف عليها " أن هذا العام هو الأضعف في الإنتاج على مستوى فلسطين وهذا أثر على عمل المعصرة والتي تعتبر الأحدث على مستوى قطاع غزة" .

وأرجع ذلك إلى "التغيرات المناخية وقلة الأمطار" ، مشيراً إلى أن الأمطار الأخيرة التي سقطت في شهر أغسطس "أدت إلى عدم تلقيح زهر الزيتون مما قلل الإنتاج لأن الجو يلعب دوراً أساسياً في عملية الإنتاج ، حتى معدلات الحرارة المتزايدة تؤثر أيضاً" ، حسب قوله.

وأوضح وافي أن معصرته هذا العام لا تغطى نفقات المعصرة ولا أجور العاملين والتي تعتبر بالنسبة لهم مصدر الدخل الأساسي"،  وأضاف :"منذ ثلاث سنوات لم يكن الإنتاج جيداً حتى على مستوى الضفة الغربية" ، مشيراً إلى أن معدل إنتاج المعصرة 400 طن من الزيت في الأعوام السابقة أما هذا العام لا يتجاوز 50 طناً مما رفع سعر الجالون الواحد إلى أكثر من 130 ديناراً .

 

 

البث المباشر