غزة – خاص الرسالة نت
انطوى عام 2010 بما حمله من مفاجئات سارة وأخرى ضارة، إلا أنه استطاع أن يحصد بجدارة على لقب "عام ويكيليكس" الذي اُشتهر بفضح الكثير من الخفايا والأسرار على مستوى العالم، إلا أن التساؤل الأبرز يطفو على السطح مع الساعات الأولى لدخولنا لعام 2011 .. هل ينازع الأخير 2010 على اللقب مع حصوله على درجة التخصيص حيث يصبح "ويكيليكس فتح" ؟!.
يجيب أنصار محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على هذا التساؤل، حيث هددوا مؤخراً بالتصعيد ضد رئيس سلطة فتح محمود عباس بنشر وثائق "تقلب الطاولة رأساً على عقب" – بحسبهم - وذلك في حال تمت إدانة دحلان في قضايا قالوا "إن من شأنها أن تشوه صورته".
ويشدد القياديون في فتح المقربون من دحلان، أنهم سيضطرون للدفاع عنه بشتى السبل في ظل ما يتعرض له من مؤامرات، وجاءت إجابتهم واضحة على التساؤل السابق لـ"الرسالة نت" عندما ذكروا في تصريحاتٍ صحفية، أنهم يمتلكون وثائق من شأنها أن تقلب الطاولة رأساً على عقب، مشيرين إلى أن هذه الوثائق تستهدف مسؤولين كبار في السلطة. كما قالوا.
خطورة ويكيليكس دحلان !!
وعلى إثر إجابة مقربو دحلان على تساؤلنا حول إمكانية أن ينتزع عام 2011 لقب "ويكيليكس الفتحاوي" بعد الحصول على شهادة الخصوصية، يبرز من جديد تساؤل آخر عن مدى خطورة وتأثير هذا الويكيلكس على الساحة الفلسطينية بشكلٍ عام وعلى الساحة الفتحاوية بشكلٍ خاص.
إجابة هذا السؤال تركته "الرسالة نت" للبروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح، فقال: "لا أعلم بالضبط مشكلة دحلان"، إلا أنه استدرك: "لكنني أعلم أن دحلان يملك الكثير من المعلومات حول مختلف القيادات الفلسطينية، ويملك أسرارا كبيرة وخطيرة، ويعرف الكثير عما خفي من الأمور، وله علم بالمستور والمعلن والمفضوح".
وأضاف في مقالة له: "وكما جرى عليه عهد التاريخ، المجرم يخشى التحقيق مع من يعرف عن جريمته، والمتورط يبتعد عمن يعلم عن تورطه، والخائن يتوارى عما يمكن أن يكشف عن خيانته".
جد ولا لعب ؟!!
رغم الفراغ الذي تركه الدكتور قاسم في إجابته عندما قال أنه لا يعلم ما مشكلة دحلان بالضبط، ورغم أن الكثيرين من قيادات فتح حاولوا صب الماء على النار إلا بأن التحقيق الداخلي أمر طبيعي داخل فتح، إلا أن ما يبرز على الساحة بشكل واضح هو أن الأمور تتخذ طريقاً تصعيدياً ضد دحلان ومقربيه حيث أقدم عباس على تجميد عضوية دحلان من اللجنة المركزية، لحقه بعد ذلك اعتقال مدير مكتبه معتز خضير في الضفة وإحالته للتحقيق.
لكن الدكتور قاسم عاد بالقول: "من المحتمل أن دحلان قد صنع شيئا ضد من يتهمونه، لكنهم لن يحققوا معه بجد لأنهم يعلمون أن الثمن الذي يدفعونه من خلال التحقيق أعلى بكثير من الثمن الذي يمكن أن يدفعوه بدون تحقيق".
ومضى يقول: "لهذا سيكون التحقيق شكليا، وسيبقى طي الكتمان، ولن يطول زمنيا، وسيتم نسيان الأمر، وربما من خلال ذرائع توصف بالوطنية والحرص على المصلحة العامة".
هل تختلف النهايات ؟!!
مقربو دحلان وأنصاره حاولوا توجيه "رسائل تحذير" لمحمود عباس عندما قاموا قبل يومين بتدمير موقعه على موقع التواصل الاجتماعي على الانترنت "فيس بوك" لبعض الوقت، ووضعوا صورته عليها إشارة وكلمة مغلق، الأمر الذي يؤكد نجاحهم في توصيل رسائل تحذيرية سياسية لعباس.
لكن تساؤلاً جديداً يبرز مجدداً ألا وهو هل يمكن أن يكون محمود عباس كبش فداء المرحلة القادمة ويسقط على ذات طريق من سبقوه من بطانته وحاشيته بقضايا فساد إداري ومالي وأخلاقي؟، وأين ذهب هؤلاء في النهاية ؟!.
فيعود الدكتور عبد الستار قاسم مجدداً للإجابة على هذا التساؤل، ويقول: "في عهد السلطة، حصلت فضائح كثيرة ومكشوفة على الناس حتى بتنا نعرف أبو الجوالات، وأبو النسوان، وأبو الطحين، وأبو الإسمنت، وأبو الطبيخ، وأبو الخدامات، وصاحب أولمرت، وعميل الشين بيت، الخ، لكن أحدا لم يصل إلى عود المشنقة أو إلى الحكم عشرين عاماً بالأشغال الشاقة في محاجر جماعين ويطا".
ويبقى التساؤل الذي لا يستطيع أن يجيب عنه أحد سوى الأيام القادمة .. هل يتمكن دحلان من إنهاء عباس جسدياً، أو أن يتمكن عباس أن ينهي دحلان سياسياً ؟!!.