رحب مسؤولون ومراقبون في الضفة الغربية، الاثنين، بقرارات مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية، والتي تضمنت إعفاء مدير دائرة أمن الجامعة من منصبه، وإنهاء خدمات ستة من موظفي الأمن ممن ثبت اعتداؤهم على الطلبة.
وأشاد الباحث الفلسطيني أشرف بدر بقرارات جامعة النجاح، مشددا على أنها تستحق التقدير، وهي مؤشر على وجود توجه في مجلس الأمناء، لمعالجة "حالة البلطجة التي مارسها أمن الجامعة تجاه الطلبة".
وتابع بدر: "علمتنا التجربة أنه لا يضيع حق ورائه مطالب، في تقديري لولا الموقف المشرف لجموع الطلبة والتزامهم بالإضراب لما كانت مثل هذه القرارات".
وأردف قائلا: "يسجل لإدارة النجاح التزامها بما وعدت به، واعتمادها نتائج لجنة التحقيق برئاسة الدكتور عمار دويك، الذي أثبت من جديد بأنه عند حسن ظن من تعرضوا للظلم على يد الأمن".
واستدرك بدر بقوله: "لا أتوقع أن تسلم الأطراف المتضررة، وأخشى أن تلجأ لأعمال خارجة عن المنطق بهدف تعقيد الوضع، والانشغال بأمور أخرى عن تنفيذ القرارات، ومن هنا تنبع أهمية متابعة قرارات مجلس الأمناء وتحويل الحبر (على الورق) إلى فعل".
وفي سياق متصل، بارك النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة قرارات جامعة النجاح، قائلا: "مبارك للحركة الطلابية الموحدة والتي هي ضمير شعبنا، ومبارك لجامعة النجاح قرارات مجلس الأمناء، والتقدير للجنة تقصي الحقائق".
وأكد خريشة أنه بالوحدة والتصميم والمحاسبة والشفافية، نستطيع التغيير ونيل الحقوق، مثمنا النفس الحر للتصالح والتسامح وإحقاق الحقوق، معربا في الوقت ذاته عن أمله في معالجة الكثير من الأمور بروح المسؤولية.
وشملت قرارات مجلس أمناء جامعة النجاح إحالة 16 موظفا، ممن شاركوا في الاعتداء على الطلبة، إلى اللجان المختصة في الجامعة، لاتخاذ الإجراء التأديبي المناسب بحقهم.
وتقدمت جامعة النجاح ممثلة بمجلس أمنائها وإدارتها بالاعتذار للطلاب، ولأسرة الجامعة ولكل من تضرر من الاعتداء.
ومن بين قرارات إدارة الجامعة تعيين عدد كاف من النساء للعمل في دائرة الأمن، والتأكد من عدم وجود ازدواج وظيفي لدى أي من العاملين في دائرة أمن الجامعة.
كما أكد مجلس الأمناء على إجراء انتخابات مجلس الطلبة في موعدها في شهر نوفمبر القادم وانتظام ودورية الانتخابات في كل عام.
وأصدرت إدارة الجامعة توجيهات لإعادة هيكلة دائرة الأمن خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين، وأن تتبع لنائب الرئيس للشؤون الإدارية، وإعداد مدونة سلوك توضح واجبات ومسؤوليات وضوابط عمل موظفي الأمن، وعلاقتهم بالطلبة وموظفي الجامعة، وتعيين مسؤول أمن لكل موقع من مواقع الجامعة الأساسية الأربع، واعتماد هيكلية لدائرة الأمن، تحدد الوظائف والمستويات المختلفة داخل الدائرة، ووضع بطاقة وصف وظيفي لكل وظيفة من وظائف الدائرة.
وخلصت إدارة الجامعة إلى أنه الاعتداء على الطلاب لم يكن مبرراً، ولم يثبت تورط أي من الطلبة الذين كانوا داخل الحرم الجامعي بالعنف، أو برش الغاز، أو محاولة فتح بوابة الجامعة بالقوة، ولم يثبت للجنة محاولة أي طالب من خارج الجامعة اقتحام مقر البوابة بالقوة أو استخدام العنف.
وعبر مجلس الجامعة عن أسفه مما جرى مع الدكتور ناصر الدين الشاعر، والذي تدخل منذ بدء الأزمة هو وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية بناءً على طلب وتكليف من إدارة الجامعة.