الرسالة نت - رامي خريس
صفق المشاركون في اجتماع المجلس المركزي للمنظمة عقب الكلمة التي ألقاها رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس أمامهم في رام الله صباح السبت 24/10 ، تمهيداً لحصوله منهم أو من المجلس بشكل عام على شرعية لمرسومه الخاص بإجراء الانتخابات في يناير 2010م.
وقبل كلمة عباس أعرب رئيس المجلس المركزي سليم الزعنون في كلمته الافتتاحية عن دعمه لقيام عباس بإصدار مرسوم رئاسي بتحديد موعد الانتخابات العامة. وقال الزعنون الذي يشغل عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح أيضاً إن المجلس يرحب بالمرسوم الرئاسي الخاص بتحديد موعد الانتخابات "كونه استحقاقا دستوريا وديمقراطيا".
ويبدو أن الزعنون الذي يبحث عن الاستحقاقات الدستورية والديمقراطية نسي أو تناسى أن مجلسه المركزي فاقد للشرعية منذ مدة طويلة ولم تجر أية انتخابات للمجلس الوطني الذي ينبثق عنه المركزي منذ سنوات طويلة ومات وشبع موتاً ويتم إحياؤه في المناسبات وحين يراد له أن يحلل مسألة ما يريد رئيس السلطة الإقدام عليها.
والمجلس المركزي هو هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني الذي هو جزء من المنظمة ، وتقرر تشكيل المجلس في الدورة الـ11 للمجلس الوطني عام 1973، لمعاونة اللجنة التنفيذية في تنفيذ قرارات المجلس الوطني وإصدار التوجيهات المتعلقة بتطورات القضية الفلسطينية بين دورتي المجلس.
ولكن المركزي بمنظمته فقد شرعيته للمدة الطويلة التي مضت عليه بدون إجراء انتخابات للمجلس الوطني الذي يعد برلمان المنظمة ، ويكفي أن فصائل كبيرة كحركة حماس غير ممثلة في مؤسسات المنظمة ينسحب الأمر كذلك على حركة الجهاد الإسلامي ، والمبادرة الوطنية التي يترأسها النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي ، وفصائل وحركات فلسطينية أخرى.
وباتت المنظمة ولجنتها التنفيذية الذي يتحدث باسمها ياسر عبد ربه الذي لا يمثل أحداً من الفلسطينيين ، وباقي مؤسساتها كالمجلس الوطني والمركزي يعملون فقط لحساب عباس ، الذي يدفع لأعضاء تلك المؤسسات والعاملين فيها رواتبهم وامتيازات أخرى يحصلون عليها بعد كل قرار يمررونه أو يوافقون عليه وبعد كل خطاب أو كلمة يلقيها عباس ويصفقون له بعدها .
وهكذا تحول المركزي من برلمان لمنظمة تحرر إلى أداة للتحليل تشبه التيس المستعار الذي يجرى استخدامه لتحليل زواج رجل من امرأته التي طلقها ثلاثاً .
وقد استخدم المجلس سابقاً في إلغاء بنود الميثاق الوطني الفلسطيني عندما اجتمع في رام الله عام 1996م برئاسة الزعنون عند الزيارة الشهيرة للرئيس الأمريكي " بيل كلينتون " ، ورفعوا أيديهم أمامه ليوافقوا على شطب بنود الميثاق .
وعادوا بعد ذلك ليرفعوا أيديهم عندما طلب منهم الرئيس ذلك، وقد فعلوا ووافقوا على تجديد ولايته الرئاسية بعدما انتهت فترة ولايته، وهنا أعطوا ما لا يملكون لمن لا يستحق.