قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: عباس يهدد بالتيس المستعار

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

هل حقا محمود عباس يريد مصالحة أم يريد الانتخابات من المصالحة؟، وهل المصالحة انتخابات؟ وهل يعتقد عباس أن الانتخابات ستخرج حماس من الساحة السياسية؟، وهل يعتقد عباس أن حماس تخشى الانتخابات؟ وهل عباس وضعه الانتخابي وحركة فتح في أحسن أوقاته؟ لو جرت انتخابات حرة ونزيهة وفي أجواء ديمقراطية بعد أن يتم تهيئة البيئة السياسية الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة فسوف تتاح الفرصة المتكافئة للجميع لممارسة عملية انتخابية حقيقية تعبر عن ما يريده الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة.

عباس عندها رفع سيف المجلس الوطني في وجه حماس ربما يعتقد أن هذا السيف المرفوع جعل حماس في حيص بيص مرتبكة وتخشى أن تتنزل عليها رحمات المجلس الوطني والذي بات أشبه بالتيس المستعار يستدعيه كل حين وحين من أجل تحليل فعل شائن يريد أن يقدم عليه من في السلطة ، فعلها ياسر عرفات عند زيارة كلنتون إلى قطاع غزة وفيها تم شطب المقاومة والتأكيد على الاعتراف (بإسرائيل) واعتبر ما قامت عليه المنظمة شيئا من التاريخ سقط ولا قيمة له وان الشعب الفلسطيني يعيش مرحلة جديدة بحاجة إلى ميثاق جديد يتوافق مع هذه المرحلة، وسرعان ما أدرك عرفات حقيقة الأمر وعمل على عكس ما تعهد به أمام كلنتون وكانت الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى.

اليوم عباس يريد أن يفعل ما فعله عرفات ولكن يبدو أن الإدراك الذي كان لدى عرفات غير موجود لدى عباس وهو يسعى إلى كل ما يسمح له ببيع الوهم للشعب الفلسطيني ولغير الشعب الفلسطيني من خلال الانتخابات ويحصل على ما يسمى بالتفويض للمضي في مشروع التفريط والتنازل تحت ذريعة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ونسي عباس أن أحد بنود اتفاق المصالحة الذي وقعت عليه القوى والفصائل الفلسطينية في القاهرة هو إعادة الحياة لمنظمة التحرير ومؤسساتها وهذا إقرار أن هذه المؤسسات عاجزة عن أن تقرر مصير الشعب والقضية وان هذا الاستدعاء أو التهديد بالمجلس الوطني لا قيمة له لأن هذا المجلس لا يمثل الشعب الفلسطيني باعتراف فصائله وقواه الحية.

عباس بتصريحاته السلبية يخلق أجواء مشحونة ويدلل على سوء نوايا لأن التهديد باتخاذ إجراءات وقرارات ودعوة لعقد المجلس الوطني لو رفضت حماس إجراء الانتخابات يجعل مهمة الوفد الخماسي أكثر صعوبة ويجعل أجواء الزيارة غير سوية وهو يكتب بهذه التصريحات فشل ما يسعى اليه الوفد من اجل تطبيق اتفاق القاهرة.

هذا الوفد مخطئ لو حصر مهمته فقط في الانتخابات، فهي مسألة تشكل جزءا من كل، وإذا أراد هذا الوفد النجاح وإحداث اختراق في آلية وكيفية تنفيذ اتفاق المصالحة الذي يشمل العديد من النقاط بحاجة إلى تزامن في تنفيذها لأن الاتفاق هو اتفاق رزمة وليس اتفاقا انتقائيا ويتم التعامل معه بالتجزئة وهذا يعني فشل هذا الوفد الخماسي، في وقت ينتظر الجميع فيه إنهاء حالة الانقسام والتوحد كشعب فلسطيني في مرحلة صعبة بحاجة إلى إعادة تقييم للمرحلة السابقة والجلوس من أجل التفكير الجمعي في تأسيس لمرحلة جديدة، متفق عليها، تعتمد على إستراتيجية سياسية جديدة متفق عليها، أساسها ثوابت الشعب الفلسطيني مبنية على الشراكة السياسية والمسئولية المشتركة بعيدا عن خداع أنفسنا بالدولة؛ لأننا في مرحلة تحرر وطني يجب أن نتخطاها ثم نبدأ في بناء الدولة الفلسطينية.

انصح الوفد الخماسي بتأجيل زيارته إلى غزة والعمل على ترطيب الأجواء وخلق بيئة إيجابية قبل المجيء إلى القطاع ووقف كل أشكال التهديد وفرض الشروط والتأكيد على أن الزيارة تهدف إلى إيجاد الوسائل التي تتيح تنفيذ اتفاق القاهرة رزمة واحدة والانتخابات جزء منها إذا أراد هذا الوفد النجاح وتحقيق اختراق في ملف الانقسام وتحقيق المصالحة.

 

البث المباشر