ليس العالم الغربي والأوروبي وحده من يستمتع بالتطور التقني والتكنلوجي في كافة مناحي حياته، فعندنا أيضا "قيادة متنفذة" تدير مفاصل السلطة الفلسطينية عبر مجموعة "واتس أب".
هذا ما حصل بالفعل عند تقاسم كعكة "منظمة التحرير" المختطفة في درج رئيس السلطة محمود عباس، فقد تم توزيع مهام اللجنة التنفيذية للمنظمة والذي جرى خلال الأيام الماضية، عبر رسالة واتس أب، بمهام كل عضو، وليس من خلال نقاش جرى في الاجتماع الأخير.
صحيفة "العربي الجديد" نقلت عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد بيوض التميمي قوله: إن المقترح تم توزيعه قبل يوم على شكل ورقة على مكاتبنا، وفي الاجتماع وُضعت الورقة على الطاولة، ولم تطرح الورقة للتصويت أو التوافق، ولم تُعرض للنقاش".
فيما كشف أحد أعضاء اللجنة التنفيذية، والذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنه "عندما سألنا من أين أتى المقترح الذي وصل إلينا من دائرة أمانة السر على الواتساب؟ كانت الإجابة أن هذا مقترح من الرئيس". وتابع أن "من حق الرئيس أن يقدم أي اقتراح، لكن إقرار المقترح يجب أن يكون بقرار داخل الاجتماع، وهذا الذي لم يحدث".
لا أتوقع أن هذا العضو المتذمر من طريقة توزيع مهام اللجنة التنفيذية بهذا الشكل، قد يقدم على فعل احتجاجي، فطالما فضل عدم الكشف عن اسمه، يعني أنه إما مغلوب على أمره، أو مستمتع بتحريكه هو ورفاقه في اللجنة كدمى وعرائس شمع.
مرّ القرار بدون معارضة تُذكر من أعضاء اللجنتين المركزية لحركة "فتح" والتنفيذية للمنظمة، والسكوت هنا يعني القبول إما عن مضض أو اقتناع، وكلاهما معيب بحقهم.
قرار عباس، بمنح حسين الشيخ منصب أمانة سر المنظمة، بهذه الطريقة، يتناقض مع قانون منظمة التحرير، الذي درج أن يكون توزيع المهام فيها إما عبر التصويت أو التوافق.
وفي كل الأحوال، فقد استحوذ حسين الشيخ رسميًا على أمانة سر منظمة التحرير ودائرة شؤون المفاوضات خلفاً للراحل صائب عريقات، وكان قد عين من قبل عضوًا للجنة مركزية "فتح"، وكل هذه المناصب لتعبيد الطريق للشيخ نحو الرئاسة.
وإذا صحَّت المعلومات التي وصلت إلى "العربي الجديد"، أنه لم يتم نقاش موضوع أمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في اجتماع اللجنة المركزية لـ"فتح" الذي عقد يوم 25 يونيو، فهذا يعني ان عباس وبطانته يريدون فرض إرادتهم وقراراتهم على الجميع بدون معارضة أو "وجع راس"، الأمر الذي يثير استفهامات عديدة حول مواقف القيادات الفتحاوية مما جرى؟.
المرجح، أنه فور رحيل محمود عباس عن السلطة سواء بعد انقضاء عمره أو لأي عذر آخر، فإن النار المكبوتة تحت رماد السلطة وحركة فتح، ستشتعل من جديد، وقد تحرق الأخضر واليابس، وتضع البلاد في حالة خطيرة، تستوجب ان تعد لها الفصائل المحترمة العدة وتتسلح بالبدائل الحقيقية والواقعية.