أعلنت الصين اليوم الجمعة أنها أوقفت التعاون مع الولايات المتحدة في عدد من المجالات، بما في ذلك الحوار بين كبار القادة العسكريين، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان هذا الأسبوع، في حين أكدت واشنطن أن الصين لا تستطيع منعها من العمل في البحار ولا في الأجواء، وأنها مستعدة للرد عليها.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إنها أوقفت محادثات المناخ مع الولايات المتحدة، وكذلك التعاون في منع الجريمة عبر الحدود وإعادة المهاجرين غير الشرعيين، من بين 8 إجراءات محددة.
كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها قررت فرض عقوبات على رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وعائلتها المباشرة ردا على ما وصفته بأفعالها "الخبيثة" و "الاستفزازية"، في حين ردت واشنطن على الخطوات الصينية باستدعاء السفير الصيني لديها لتوبيخه.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان "رغم ما أبدته الصين من مخاوف جادة ومعارضة حازمة، أصرت بيلوسي على زيارة تايوان والتدخل بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وتقويض سيادة الصين وسلامة أراضيها وانتهاك سياسة صين واحدة وتهديد السلام والاستقرار في مضيق تايوان".
وفي خطوة أخرى، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الجمعة إنها استدعت القائم بالأعمال في السفارة الكندية في بكين جيم نيكل بشأن مشاركة كندا في بيان صادر عن وزراء خارجية دول مجموعة السبع.
والواقعة هي الأحدث في سلسلة من الاحتجاجات الدبلوماسية التي قدمتها بكين بعد أن دعتها مجموعة السبع يوم الأربعاء إلى حل التوتر حول مضيق تايوان بطريقة سلمية.
واستدعى نائب وزير الخارجية الصيني نيكل أمس الخميس وحث كندا على "تصحيح أخطائها على الفور" بشأن قضية تايوان أو "تحمل جميع العواقب"، وفقا لبيان وزارة الخارجية الصينية الذي نُشر اليوم الجمعة.
وفي نفس السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ اليوم الجمعة خلال إفادة دورية إن التصريحات الأخيرة للمسؤولين اليابانيين بشأن التوترات الحالية في مضيق تايوان محاولة لتبرير أفعال "المخطئين".
وتأتي التصريحات الحادة من بكين بعد أن دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع، التي تضم اليابان، يوم الأربعاء الصين إلى حل التوتر حول مضيق تايوان بطريقة سلمية.
استدعاء السفير الصيني بواشنطن
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن البيت الأبيض أنه تم استدعاء السفير الصيني في واشنطن للاحتجاج على إطلاق الصين صواريخ باليستية نحو تايوان.
وقال البيت الأبيض -وفقا للصحيفة- إن "تصرفات الصين غير مسؤولة وتتعارض مع هدفنا بالحفاظ على السلام في مضيق تايوان". وأضاف "أكدنا رغبتنا بإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة وسياستنا لم تتغير بشأن مبدأ "صين واحدة".
ومن جهته، دان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان، معتبرا أنها "تصعيد كبير".
ولفت بلينكن إلى "عدم وجود مبرر" للتدريبات التي أطلقتها بكين ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وقال بلينكن إنه حذر نظيره الصيني وانغ يي خلال لقاء عقد مؤخرا في إندونيسيا من أن بيلوسي (أرفع مسؤول أميركي منتخب يزور تايوان منذ 25 عاما) ستجري زيارة إلى الجزيرة على الأرجح.
وأضاف "توقعنا بأن تتخذ الصين خطوات من هذا القبيل، وفي الواقع وصفنا هذا السيناريو بالضبط".
تنديد أسترالي
من جهة أخرى، نددت أستراليا بإطلاق الصين صواريخ بالستية باتجاه المياه المحيطة بتايوان الجمعة، ووصفت المناورات العسكرية في محيط الجزيرة بأنها "مبالغ فيها ومزعزعة للاستقرار".
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ في بيان إن "أستراليا تشعر بقلق عميق حيال إطلاق الصين صواريخ بالستية باتجاه المياه المحيطة بساحل تايوان".
ودعت إلى "ضبط النفس وخفض التصعيد"، مشيرة إلى أنها أعربت عن قلقها لنظيرها الصيني.
وبالمقابل، قالت روسيا إن التوترات التي أثارتها زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان لن تهدأ سريعا.
وكانت بيلوسي قد زارت الجزيرة الديمقراطية التي تخضع لحكم ذاتي في وقت سابق من الأسبوع، مما دفع بكين لإجراء تدريبات عسكرية جوية وبحرية بالذخيرة الحية في المياه قبالة تايوان التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.
المصدر : الجزيرة + وكالات