قائد الطوفان قائد الطوفان

الفقر يقهر أحلام فتيات لا تتعدى المصروف اليومي

غزة- الرسالة نت

تتحدث باستحياء عن معاناتها، عيناها الى الارض وهي تشكو ضيق الحال " والله بطلع من الدار الساعة خمسة الصبح عشان أصل المدرسة قبل ما يدق الجرس".

ساعة كاملة تستغرق المسافة التي تقطعها تلك الفتاة من منطقة أبو العجين في دير البلح الى مدرستها الثانوية على طريق صلاح الدين ، مما يضطرها لمغادرة منزلها قبل أن يتكشف الظلام، والسبب ذاك الفقر الذي أصاب والدها بحالة نفسية وعصبية يتعالج على اثرها. (بحوزة "ألم وأمل" تقرير طبي بالحالة).

أبو أيمن طاعن في السن لديه سبعة من الفتيات في مراحل دراسية مختلفة وولد واحد لديه اعاقة في يده منذ الولادة، تزايدت حالته النفسية عاما بعد عام بعدما فقد ثلاثة من أبنائه احدهم دهسه مستوطن قبل الانسحاب من القطاع، وآخر التهمه البحر وهو يسبح، وثالث مات صغيرا.

تقول أم ايمن " تسوء حالة زوجي مع مرور الوقت، لاسيما لعدم مقدرته على توفير متطلبات بناته".

يعيش أبو أيمن في أرض واسعة منذ أربعين عاما على خلاف حاله الضيق، لكنها فارغة من مقومات الحياة الطبيعية، جدران متهالكة، وسقف تغزوه مياه الامطار، ولا ابواب لتلك الغرف القديمة.

"كل ما نأمله باب يسترنا في الليل من دخول الكلاب الى مكان نومنا" تقول الفتاة، خاصة أنهم يعيشون في منطقة زراعية خالية.

أحلام بسيطة يرسمها الدمع في عيون تلك الفتاة، " والله ما في بدارنا الا بصل، بس لو يتوفر لنا في الشهر مائة شيقل، نشتري بعض الطعام وندفع أجرة سيارة تقلنا للمدرسة".

ويخلو المنزل من ثلاجة أو غسالة أو فرن غاز.

كم هي بسيطة تلك الامنيات، لكن الفتيات ينظرن اليها كأمنية يصعب تحقيقها... باب يسترهم ومواصلات للذهاب للمدرسة، ونايلون يكسو سقف بيتهن المهمش، وتوفير بعض الطعام فقط، ذلك ما يتطلعون اليه.

يقطع الفتى الوحيد حديث اخوته، "والله لو عندي دراجة، بروح فيها على المدرسة وما بمشي كثير".

تقول والدتهم " نعتمد على المساعدات التي نحصل عليها من الشئون الاجتماعية، وعندما استلم ذلك المبلغ البسيط كل فترة متباعدة، استطيع شراء دجاج".

لا تتطلع الفتيات لزميلاتهن بالملابس الكثيرة التي يرتدينها، وانما تأمل كل منهن بجلباب واحد كغيار وحيد فقط.

تقول الفتيات "اسأل مالك محل البقالة كم على والدي ديون التي فاقت الثلاثة آلاف شيقل، ولا يقدر على تسديها".

حالة صعبة، تتكاثف عليها أعباء الحياة، وتتكاثر الامراض على الوالد المسن، ولا زال السؤال الذي طرحته الفتيات بحاجة لإجابة، من يرضى بهذا الوضع لبناته؟

سؤال يصعب الاجابة عليه، اذا لم يبادر أهل الخير أصحاب الايادي البيضاء لمساندة تلك العائلة التي تغرق في مستنقع الفقر، وتحلم بدخل بسيط يوفر ما دون الحد الادنى لمتطلبات أي أسرة.

ملاحظة/ "ألم وأمل" مستعدة للإفصاح عن اسم ومكان سكن تلك العائلة للمؤسسات والاشخاص الذين يهمهم الامر، ومستعدون لمساعدتها.

 

 

البث المباشر