سجن أريحا .. كلمة السر لتسليم "المطلوبين"

الرسالة نت - رامي خريس

جريمة الخليل التي اقترفتها أيد اسرائيلية بقتل الشهيد عمر القواسمي وأسر المعتقلين الستة المفرج عنهم بعد ساعات من سجون السلطة لم تكن الأولى في سجل ما يعرف بالتنسيق الامني الذي لم يتوقف لحظة واحدة منذ اقامة السلطة عام 1994م بالرغم من اندلاع انتفاضة الاقصى وحالياً بعد الاعلان عن وقف المفاوضات بسبب استمرار الاستيطان.

أجهزة فتح الامنية كانت على ما يبدو قد اعتقلت الشبان الستة وفقاً لاستحقاقات التنسيق الأمني ، وقد جرى نقلهم من مناطق سكناهم بعد الاعتقال الى السجن في أريحا وهي بذلك تقوم بالإجراء ذاته فأي معتقل تطلبه قوات الاحتلال يجري نقله الى اريحا التي أصبحت بمثابة كلمة السر لأي عملية تسليم أو تسلم تقدم عليها اجهزة فتح الأمنية ، هو ما حصل مرات عديدة سابقاً.

سجل أسود

وفي الخليل تحديداً كانت القصة السابقة عندما تم اعتقال عضوي خلية صوريف المسؤولة عن عدد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال عبد الرحمن غنيمات وجمال الهور وبعد فترة من الاعتقال استمرت ستة اشهر تقريباً قالت تلك الاجهزة انه سيجري نقلهما الى اريحا لمحاكمتهما هناك .

 وفي يوم الخميس 13/11/1997تحديداً واثناء مرور السيارة التي أقلت غنيمات والهور على طريق المستوطنات انقض جنود الاحتلال واعتقلوا المجاهدين بدون أدنى مقاومة من حراسهما فكان الاخراج سيئاً لمسرحية فاشلة.

 ولم تكن عملية تسليم المجاهدين للاحتلال الوحيدة، فاثناء عملية "السور الواقي" جرت محاصرة مقر الامن الوقائي في بيتونيا وتسلمت قوات الاحتلال منه عدداً من المجاهدين ، مع انه سبق مطالبة السلطة في حينه بإطلاق سراح المختطفين ولم تستجب للنداءات كافة.

وعودة الى اريحا فقد حاصرت قوات الاحتلال السجن هناك واعتقلت منه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات الذي كان معتقلاً هناك ، ولم يستطع حراس السجن والضباط سوى الخروج بملابسهم الداخلية ، وهو ما أثار العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول الاصرار على مواصلة اعتقال سعدات ومن ثم اعتقاله من قبل الاسرائيليين بهذه الطريقة التي أكدت وجود تواطؤ من قبل سلطة فتح. 

عمليات مكشوفة

وإذا كانت عمليات التسليم تلك مكشوفة فإن هناك المئات من عمليات التنسيق الامني التي تتم بعيداً عن الأعين ويذهب ضحيتها المئات من المعتقلين في سجون الاحتلال بل ان عدداً من الشهداء قضوا نحبهم جراء تعاون أجهزة فتح مع الاحتلال وهناك العديد من القرائن تؤكد هذا الأمر.

وآخر الشهداء الذين ارتقوا الى العلا بفعل التعاون الامني كان نشأت الكرمي ومأمون النتشة بعد نجاحهما في تنفيذ عملية جريئة في 31 أغسطس الماضي على مفرق بني نعيم في محافظة الخليل، فانتفضت أجهزة سلطة فتح في البحث عن منفذي العملية ، وحركت قواتها في نشاط دوؤب واعتقلت العديد من الاشخاص القريبين من الشهيدين واستمرت في اجراءاتها وممارساتها الى حين تنفيذ الاحتلال لعملية اغتيال الشهيدين.

وهكذا أصبحت مهمة اجهزة فتح في الضفة واضحة ومحددة في ملاحقة المقاومة ورجالها سواء باعتقالهم أو بتسليمهم للاحتلال احياء أو شهداء ، ووصل الامر بمسؤول الشاباك الاسرائيلي السابق يوفال ديسكن لأن يقول: "وصلنا إلى أعلى مستوى في التعاون الأمني منذ 16 عاما ، كما كشف أحد ضباط الشاباك الصهيوني بأنهم بفضل التعاون الأمني أصبحوا يتمكنون من قتل "المطلوب" وهو نائم في فراشه ، وهكذا حاولوا أن يفعلوا مع وائل البيطار فقتلوا خاله عمر القواسمي.

البث المباشر