العلامة القرضاوي.. ارتبط بالقضية شابا وبقيت زيارة الأقصى "أمنيته"

العلامة القرضاوي في غزة
العلامة القرضاوي في غزة

غزة – الرسالة نت

رحل الشيخ العلامة يوسف القرضاوي - 96 عاما – جسداً، وبقيت فتاواه ومواقفه إرثا علميا وفقهيا، ومنارة تهتدي بها أجيال الأمة في عصورها المقبلة، لوسطيته واعتداله في تناوله للموضوعات الدينية والحياتية، فكان وجهة الكثيرين من العلماء والزعماء والبسطاء من العامة.

ويعد الراحل من أبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي، وهو مصري أزهري ويحمل الجنسية القطرية.

وحازت القضية الفلسطينية بصورة خاصة على اهتمام كبير في حياة الشيخ القرضاوي، وذلك في وقت مبكر من حياته حين زار فلسطين في شبابه، ثم إلى غزة في شيخوخته، فكانت المرة الأولى نهاية الخمسينيات وصلى بأهل غزة خلال شهر رمضان.

وعاد إلى غزة مرة أخرى على رأس وفد علماء من المسلمين عام 2013 في زيارة وصفها بالتاريخية، تخللها مهرجان كان الأكبر له أقامته حركة حماس.

 كما حضرت فلسطين في مساحة من كتبه ومؤلفاته المتنوّعة، وأفردها بكتاب حمل عنوان "القدس قضية كل مسلم".

وسخّر علمه ومكانته وعلاقاته الواسعة عربيًا وإسلاميًا في نصرة القضية الفلسطينية، والحث على الجهاد والمقاومة، ودعم المجاهدين والمرابطين، والدفاع عن القدس والأقصى، وقاد وترأس الكثير من الجهود والمؤسسات العاملة لها.

وشارك الشيخ القرضاوي بقوة في المؤتمرات والفعاليات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وكانت فتاويه المرجع الأساس في كفاح الشباب الفلسطيني وجهادهم.

*** فلسطين وقف إسلامي

في سنوات عمره الأخيرة بقي القرضاوي يردد أمنيته في زيارة المسجد الأقصى حتى لو كان محمولا على كرسي متحرك للمشاركة في الجهاد، ثم تأتيه رصاصة في الرأس ليكون شهيدا في سبيل الله.

وما كان يمنع الشيخ من زيارة الأقصى هو، فتوى أصدرها عام 2012 تحرم زيارة المسلمين للمسجد الأقصى تحت الاحتلال (الإسرائيلي)، كونها تندرج في إطار التطبيع مع الاحتلال وبمثابة قبول بالأمر الواقع.

وتستند فصائل المقاومة في عملها إلى الفتاوي الصادرة عن القرضاوي كثيرا، معتبرة أن نهجه يتوافق مع النهج المتبع في فلسطين، القائم على الوسطية وعدم المغالاة أو التشدُّد.

ولم يبتعد الشيخ القرضاوي عن القضية الفلسطينية يوما، بل بقي مناصرا لها ومدافعا عنها بالتذكير بها وبالدعوة وبالفتاوي الدينية، أو حتى بالقصائد التي نسجها لها وعنها خلال فترة اعتقاله السياسي في مصر.

وانطلق في نظرته للقضية الفلسطينية من منطلق إسلامي، فهو يرى "أن فلسطين وقف إسلامي اغتصبها اليهود وشردوا أهلها، وأن السبب الحقيقي للمعركة معهم هو الاحتلال، وبأن الصلح مرفوض إذا كان مبنيا على الاعتراف لهم بأن ما اغتصبوه هو حق لهم.

وللقرضاوي خطب عديدة في دعم القضية الفلسطينية ونصرتها، وله كذلك قصائد شعرية حماسية معبرة، وفتاوى تتعلق بالقضية الفلسطينية منها ما يدور حول العمليات الاستشهادية، ومنها ما يخص الأسرى داخل السجون، وفتوى السفر لزيارة المسجد الأقصى، والسلام مع الكيان الصهيوني، والتطبيع.

ومن أبرز مواقف الراحل القرضاوي تتصل في "أنه لا يمكن تحرير فلسطين إلا بالجهاد الشامل والطويل بكل مراتبه، وأن القتال أحد هذه المراتب".

وحول التطبيع تؤكد فتاوي القرضاوي على منع كل أشكاله، حيث دعا إلى وجوب مقاطعة الاحتلال سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، مؤكدا حرمته لأنها دولة محاربة، لا يجدي معها أي حوار، بل لا بد من مقاومتها والتصدي لمشروعها الاستيطاني لتحرير فلسطين من دنسها وشرورها".

ووصف القرضاوي السلام مع الاحتلال بأنه استسلام حيث قال إنه "سلام ملغوم، سلام كما تريده (إسرائيل)، وكما تملي هي صورته وشروطه، وهو في الواقع استسلام".

ورأى أن الاقتحامات (الإسرائيلية) المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تأتي في إطار "ترويض العرب والمسلمين" على تقبل هذه الاقتحامات والاعتراف بأن لليهود موطئ قدم في الأقصى.

ورغم تقدّمه في السن، بقيَ يدعو إلى حشد الدعم المالي والتبرع للمقاومين في فلسطين، من أجل مقاومة الاحتلال والعمل على تحرير فلسطين بالسلاح.

البث المباشر