ليس حبا في تعذيب النفس والحرمان من تناول الطعام، يخوض الأسرى في سجون الاحتلال (الإسرائيلي) الاضراب عن الطعام حينما تتهرب مصلحة السجون من تلبية احتياجاتهم الأساسية. وغالبا ما ينجح الأسرى في كسر شوكة السجان وانتزاع حقوقهم بالصبر وإثارة العالم الخارجي للانتباه لقضيتهم، رغم الظروف القاسية التي يعانوها وقت الاضراب والمخالفة للقوانين الإنسانية الدولية.
في الوقت الراهن يواصل 30 معتقلا إداريا إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السابع على التوالي، رفضا لجريمة الاعتقال الإداري، وفي حال واصلت سلطات الاحتلال تنفيذ مزيد من عمليات الاعتقال الإداري، سيكون هناك دفعات جديدة تنخرط في الإضراب خلال الفترة المقبلة.
وعقابا للمضربين عن الطعام جرى عزل 28 منهم بأربع غرف في سجن "عوفر"، فيما جرى عزل المعتقل الحقوقي صلاح الحموري في زنازين سجن "هداريم"، والمعتقل غسان زواهرة في زنازين سجن "النقب".
ليس هذا فحسب، بل هناك سلسلة من الإجراءات العقابية التي تستخدمها مصلحة السجون للتنغيص على الأسرى خاصة المضربين عن الطعام، وذلك من أجل الضغط عليهم والنيل منهم للتراجع عن مطالبهم.
تستعرض "الرسالة نت" أبرز الإجراءات العقابية التي تمارسها مصلحة السجون ضد الأسرى:
- العزل: وهي عبارة عن زنزانة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 80سم ×120سم، يجري حجز المعتقل فيها لعدة أيام أو أسابيع وحرمانه من الحديث مع أي إنسان أو مقابلة المحامي أو مندوبي الصليب الأحمر الدولي. إن عزل المعتقل وإبقاءه وحيدا في بيئة تخويف وظروف غير إنسانية، تستهدف إبقاء المعتقل وحيدا في مواجهة المحققين الذين لا يردعهم شيء عن استخدام أساليب الضغط المختلفة لإجبار المعتقل التراجع عن اضرابه أو لنزع الاعتراف.
- الحرمان من زيارة الأهالي والاتصال التلفوني بهم: وذلك للاطمئنان عليهم أو طمأنتهم عليه واستخدام ذلك للضغط على المعتقلين والتأثير عليهم، حيث لا يتم إخبار المعتقل خلال فترة التحقيق والتي تترافق على الأغلب مع منع زيارة المحامي، بتوكيل محام له وبكونه ممنوعاً من الزيارة، حتى يشعر المعتقل بأنه معزول، وحيد بدون محامي، فيما يتم إخبار المحامي الذي يحاول زيارته أن المعتقل غير موجود، أو أنه في جلسة تحقيق هذا إذا لم يكن ممنوعاً من الزيارة.
- نقل المعتقل: بالإضافة لمحاولة المخابرات (الإسرائيلية) الالتفاف على قرار منع الزيارة فقد يقومون بنقل المعتقل أو إبلاغ محاميه انه نقل من مركز تحقيق لآخر، في محاولة لمنع محاميه من الالتقاء به لما يمكن أن تعطيه الزيارة من دفعه معنوية للمعتقلين خاصة لأولئك الذين يعتقلون للمرة الأولى.
- الحرمان من النوم: بواسطة أدوات مساعدة كالموسيقى الصاخة التي تؤثر على الحواس وتقلق نومهم.
يقول وليد الهودلي – أسير محرر- وكاتب، إن من أشكال التعذيب حال كان الاضراب جماعيا سحب كل الأدوات الكهربائية حيث لا " تلفاز أو راديو أو بلاطة كهربائية أو الة تسخين للماء".
ويذكر الهودلي "للرسالة نت" أيضا أن مصلحة السجون تتعمد اللجوء للتنقلات من سجن لآخر إمعاناً في التعذيب.
ولفت إلى أن مصلحة السجون تتعمد الدخول في حرب نفسية مع الأسرى، فعند الاضراب عن الطعام تتفاوض معهم في اليوم الأول أو الثاني ثم تقاطعهم وتعود مجددا بعض شهر مثلا وذلك كنوع من الاستفزاز للمضربين عن الطعام، بالإضافة إلى أن ضباط السجن يحاولون تسريب معلومات مفبركة.
وبحسب تجربته فإنه حين يعلن الأسير إضرابه عن الطعام يصيبه أرق، ثم تزيد مصلحة السجون ذلك عبر الضوضاء الصوتي، عدا عن حرمانه العلاج.
وفي سؤال حول أكثر ما يزعج مصلحة السجون من إضراب الأسرى رد الهودلي:" حالة الاستنفار داخل المعتقلات الإسرائيلية تؤدي إلى حدوث ضغط في الشارع وحملة تضامن كبيرة من الأسرى قد تؤدي إلى تشكيل محاكمة أمنية للاحتلال"، متابعا: تلك الأحداث من شأنها أيضا أن تؤدي إلى اندلاع انتفاضة أو مواجهات وأفعال انتقامية غير متوقعة لذا يخشاها الاحتلال.
ورغم أساليب الاحتلال التي يطورها من فترة لأخرى لاستفزاز الأسرى ومحاولة قمعهم وإخضاعهم لشروطه إلا أن جميعها رغم أذيتها النفسية والجسدية يفشلها المضربون حتى نيل حقوقهم العادلة وبدعم من مناصري قضيتهم.