في مساء الثالث عشر من سبتمبر افتتحت فصائل العمل الوطني والإسلامي جدارية "غازنا حقنا" في ميناء غزة، وذلك بالتزامن مع إزاحة الستار عن حجر الأساس لتدشين الممر المائي، حيث أنها أقامت فعالية شعبية بحرية نُظّمت في ميناء غزة بمشاركة واسعة من شخصيات وطنية واعتبارية، واللافت أثناء الفعالية التحليق لطائرات شهاب القسامية المُسيّرة في الأجواء. والتي كانت تحلق على ارتفاعات منخفضة، وجاء ذلك تأكيدًا على رفض الحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني، وإبراز الحق في حقول الغاز قبالة سواحل قطاع غزة، وإبلاغ المعنيين بأننا لن نتنازل عن حقنا، ولن نسمح بسرقته من قبل الاحتلال الصهيوني مهما كلف الأمر.
يبدو أن الاحتلال الصهيوني قد وصلت إليه الرسالة كاملة من قيادة المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس بأنها لن تتنازل عن حقها في استخراج الغاز قبالة ساحل قطاع غزة، وأنها لن تتهاون مع أي طرف حينما يُقدم على سرقة الغاز، وأنها ماضية في الحفاظ على حقوق المواطنين، وثرواتهم الطبيعية، وهو حق طبيعي، ومِلك للأجيال المتعاقبة، ولا حق للاحتلال الصهيوني فيها، لذلك أورد موقع "المونيتور" خبراً مفاده بأن مصر أبلغت السلطة الفلسطينية موافقة الاحتلال الصهيوني على البدء في إنتاج الغاز قبالة سواحل غزة بعد ضغوط سياسية مارستها دول أوروبية ومصر، ونعتقد بأن الاحتلال الصهيوني أراد من هذا الإعلان أمور عدة أهمها:
العمل على تقوية موقف السُلطة على حساب قيادة المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، وإظهار التأييد الكبير من قبل قادة الاحتلال الصهيوني لقيادات السُلطة التي اهتزت الثقة بينهما في الفترة الأخيرة.
الجزرة التي من خلالها سيقوم الاحتلال الصهيوني بابتزاز السُلطة، وتنفيذ أكثر مما هو مطلوب منها، وذلك لقمع الانتفاضة المُسلحة التي بدأت معالمها تظهر في مناطق الضفة الغربية، والوقوف أمام حركة حماس في تثويرها للشارع، ونشر ثقافة الرد على الاعتداءات الصهيونية على الأقصى، والمقدسات.
وضع السُلطة لاعب أساسي في موضوع استخراج الغاز، ووضعه في الواجهة من خلال اتفاقية مكتوبة أو شفوية، ونقرأ ذلك من زاويتين:
الأولى:
أن الاحتلال الصهيوني قام بذلك أمام المجتمع الدولي ليُظهر بأنه يقوم بواجبه اتجاه السُلطة، وأنه لا يعتدي على ثروات طبيعية وفقاً للاتفاقيات والأعراف الدولية، وأنه يتعامل على قاعدة أن السُلطة هي شريك أساس في السلام.
الثانية:
أنه قام بوضع السُلطة كساتر بينه وبين حركة حماس، لتوسيع الهوة بينهما، واشتعال المناكفة التي قد تمنحه الوقت الكافي في استخراج الغاز دون أن يظهر في الصورة عبر توقيع اتفاقية التنقيب واستخراج الغاز كطرف أصيل بينه وبين الشركات العالمية المناط بها استخراج الغاز، وإضافة السُلطة كطرف ثانوي مُستفيد بنصيب يتم تحديده في العقد.
العمل على تقييد قيادة المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، والحد من اتخاذها لخطوات تصعيدية اتجاه العنوان الذي تم وضعه في استخراج الغاز من قبل الاحتلال الصهيوني وهو السُلطة إذا ما تم البدء في استخراج الغاز، وإذا ما أقدمت قيادة المقاومة على الصِدام مع الاحتلال الصهيوني تكون قد تم احراجها أمام المجتمع الدولي، هذا سيُمكنها من القيام بأوسع حملة تحريضية من قبل العدو الصهيوني على قيادة المقاومة، وتحديداً حركة حماس من أجل ادانتها، وتقزيم موقفها الرافض من سرقة ونهب ال