أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس زكريا أبو معمر، أن حركته جاهزة وفوراً لخوض اختبار التطبيق العملي لإعلان الجزائر.
ودعا أبو معمر خلال حفل تكريم القائد القسامي المهندس جمعة الطحلة، كل قوى شعبنا وفصائله لتحمل مسئولياتهم في هذا الإطار، وعدم التهاون مع أي تعطيل لتنفيذ هذا الاتفاق، "لنكون جميعاً على مستوى التحدي والثورة التي يخوضها شعبنا اليوم في القدس والضفة والداخل المحتل وفي كل مكان".
وقال إن حماس لا زالت تتحلى بأعلى درجات المسئولية والمرونة إدراكاً منها بأن الوحدة الوطنية ممر إجباري لتحقيق أهداف شعبنا ومصالحه، مضيفا "وسنواصل هذا النهج والطريق دون تردد، كالتزام وطني لا تراجع عنه ولا بديل له".
وأضاف أبو معمر "الجزائر تؤكد بهذا الدور القومي العروبي حبها لفلسطين، وتبنيها لقضيته العادلة حتى ينال شعبنا حقوقه في أرضه ومقدساته، ولا غرابة في ذلك، فالجزائر التي قدمت مليون شهيد حتى نالت حريتها واستقلالها، لا تبخل على فلسطين ومقاومتها بأي دعم أو جهد".
وتابع " مسارعة الرئيس الجزائري أمس إلى زيارة مقر الحوار فور الاتفاق الذي حصل إلا خير دليل على حرص القيادة الجزائرية والشعب الجزائري على مصلحة شعبنا وقضيته".
وأوضح أنهم يحتفلون في حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، لتأبين علماً من أعلام فلسطين، ورقماً صعباً من أرقام مقاومتها الباسلة، القائد المجاهد، الصلب الشهم، الفلسطيني الرملاوي الأردني جمعة الطحلة "أبو مجاهد".
وأضاف "نلتقي اليوم في ظل ثورة شعبية متصاعدة في كل فلسطين، حيث القدس الثائرة بأبطالها المرابطين، المدافعين عن قدسيتها، وحرمة مسجدها المبارك، حيث بطل مخيم شعفاط الذي أذلّ كيان العدو، وثأر لنساء فلسطين الطاهرات، حيث الضفة الباسلة بشبابها المقاومين في جنين ونابلس والخليل، وكل مدن وقرى ضفة العياش ومصعب اشتية وسعدات وغلمي، وحسن سلامة والكرمي والنابلسي ورعد وعبد الرحمن حازم، وكل أبطالنا الشهداء والأسرى والمطاردين".
وأضاف "نقف اليوم أيها الكرام والكريمات في حفل مداد الوفاء، لنسطر صفحاتٍ جديدة في سفر الوفاء، فالمقاومة الفلسطينية وفية لرجالها، تحفظ عهدهم، ومسيرتهم، وسيرتهم، كيف لا؟ وأبو مجاهد أو أبو رحمة، عاش بيننا بعيداً عن أهله وزوجه وأبنائه، مضحياً بكل هذا من أجل هدف أسمى، وغاية أعظم".
وشدد أبو معمر على أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد القادر على رد الحقوق، وتطهير الأرض والمقدسات وتحرير الأسرى وطرد الاحتلال، مع ما يتطلبه ذلك من وحدة وطنية وسياسية وميدانية لا بديل عنها.
ولفت إلى أن حركته ستواصل طريق المقاومة والوحدة دون تردد أو تراجع.
وعن الشهيد الطحلة، أكد أبو معمر أن القائد الشهيد المهندس الطحلة ولد في منطقة رأس العين بالعاصمة الأردنية عمان عام 1962م، لأسرة فلسطينية هجرت من مدينة الرملة المحتلة، ودرس الهندسة، ثم المحاسبة في الأردن الشقيق، ثم العلوم الإسلامية في إحدى الدول الإسلامية، ثم البرمجيات في إحدى الجامعات الأمريكية.
وأوضح أن الشهيد كان قريباً من الشيخ الشهيد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله تعالى، وشارك في القتال ضد العدوان الصهيوني على العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982م، ثم انضم إلى كتائب القسام، وعمل في دائرة التصنيع العسكري في الخارج، واستلم ملف الصواريخ ثم ملف الطائرات المسيرة.
وأضاف "لقد شرفك الله سبحانه وأكرمك أن دشنتَ بيدك وبعقلك أول المشوار في سلاح الطيران المُسيّر حتى أصبح اليوم سلاحاً يحسب له العدو ألف حساب، ومن قبل دخولك إلى فلسطين كنتَ مبدعاً في استقطاب عقول عربية وإسلامية فذة، ضاقت بها بلدانها، وحاربتها الظروف، وحاربها الأعداء".
وتابع، "لقد واصلتَ مشوارك أيها الراحل الكبير، فبعد أن اطمأنت نفسك إلى سلاح الطيران المسيّر وانطلاقه بكل قوة واتقان، ذهبت سريعاً لتؤسس سلاحاً جديداً نوعياً، فائق الإبداع والأثر، فأشرفت على تأسيس وتشكيل وهيكلة وحدة الحرب الالكترونية، المعروفة باسم سلاح السايبر، وقد قدتَ بنفسك مع ثلة من الأبطال المجهولين هجمات سيبرانية عديدة".
وأكد أن الشهيد استهدف منظومات العدو الحيوية، وواصلتَ التقدم والإبداع في تشكيل هذه الوحدة، حتى تفتق ذهنه المتقد عن مشروع تشكيل جيش القدس الالكتروني، الذي أتاح المجال أمام طاقات الأمة الفاعلة لتشارك في مقاومة هذا الاحتلال المجرم.
ولفت إلى أن انطلاقة هذا السلاح كان في مثل هذه الأيام، في شهر أكتوبر من العام 2014، أي بعد انتهاء معركة العصف المأكول بأسابيع قليلة.
وأكمل "بفضل الله تعالى ثم بجهدك وإصرارك أنت وفريقك المقدام أيها الشهيد الحيّ فينا، وبعد هجمات الكترونية تجريبية عديدة، كان الهجوم الالكتروني الأكبر في تاريخ 4-5-2019 أثناء جولة قتال بين المقاومة والاحتلال، هذا الهجوم الالكتروني الذي طال 30.000 ألف هدف للعدو، غالبيتها منشآت أمنية وعسكرية".
وأشار إلى أن وحدته تمكنت من الولوج إلى قلب نظام صفارات الإنذار لدى العدو، والسيطرة عليه، والتحكم به خلال فترة هجماتكم، وأربكتم ملايين الصهاينة، وضربتم منظومة تُعد من أهم ركائز السيطرة للعدو في جبهته الداخلية".
وأكد أن "هذه الهجمات المؤلمة من الاضطراب والارباك لدى منظومة العدو الأمنية والعسكرية زادت فكثف من ملاحقته، وضرباته بحثاً عن أفراد هذا السلاح، وكتائب القسام تكشف اليوم أيضاً عن بطل من أبطال سلاح السايبر وشهيد من شهدائها الأبطال، ألا وهو القسامي البطل محمد الطواشي الذي ارتقى بغارة صهيونية أثناء معركة سيف القدس الخالدة، فكل التحية لروحه الطاهرة، ولذويه الكرام الموجودين بيننا اليوم".