بالأمس شيعت جنين طبيبها، الذي كان على رأس عمله، وتدفقت دماؤه على بوابة المستشفى، لكنه في الحقيقة التي لا يعرفها عنه الكثيرون كان مقاوما أيضا، يحمل سلاحا، فالطبيب في أرضنا مقاوم، والمهندس، والمعلم كذلك، وعلى كل أرض محتلة شعب كامل مقاوم.
قتل الاحتلال الطبيب عبد الله أبو التين وهو يقف أمام المستشفى الذي يعمل به، يعرف وجهته، ووظيفته الصباحية، ثم عند الطلب يصبح ثائرا مقاوما، يتصدى لكل من دخل المخيم.
كتائب شهداء الأقصى زفت طبيبها أبو التين، مدير عام وحدة الإجازة والتراخيص في وزارة الصحة، وقالت إنه أحد مقاوميها في المخيم، دون أن يكون هناك أي أهمية لرواية المجتمع الدولي، الذي يريد منا أن نموت بصمت وهو يتفرج.
امتشق أبو التين سلاحه ليلا ، ثم توفي في الصباح بعدما اخترقت عينه رصاصة وهشمت دماغه.
قالت كتائب الأقصى إن أبو التين هو من أكبر الداعمين لوجستيا وماديا للعناصر المسلحة داخل جنين، وهو أب لطفلين ووحيد والديه، يعمل مع الطواقم الطبية، التي استهدفتها رشاشات الاحتلال وهي تمارس عملها، ليصاب اثنان من المسعفين الأول بإصابة في البطن والآخر بإصابة في القدم .
يقول أحد رفاقه في رثائه: "كنا نلجأ إليه في أي قضية خلافية ليحكم بين المتخاصمين، وأشهد الله انه كان على قدر المسؤولية، تخيل أنه ترك كل قصته الدرامية، ورحل، وداس بقدميه على كل الأعراف والتقاليد والفتاوي اللي قيدنا أنفسنا بها".
ويتابع بلهجة عامية :"لأن مزح الرجال جد، كان كل ما يستشهد حدا كان ييحكيلنا: ولاد الناس بنقتلوا وانتوا قاعدين؟! ..
ويكمل:" كنت أرى "د.عبدالله" متطرفا في المواقف الوطنية، وسهلا ووسطيا في القضايا الخلافية الفلسطينية الداخلية، الموت موهوب في اختياراته ويعرف من يختار، يمكن مواساتنا بأننا نحتسبه شهيدا",
أختار الشهيد عبد الله شهادته بنفسه حينما قرر الاشتباك يدا بيد مع زملائه في الكتائب مع الاحتلال الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء حين استهدف أربعة شهداء و30 إصابة .
أحد زملاء الطبيب عبد الله قال إنه من الأطباء النشيطين، في كل مواجهة يجب أن يكون على رأس عمله، وقد كان، وأصيب في البداية وهو يقف على مدخل المستشفى.
استهداف ممنهج للطبيب المقاوم المناضل، وقد أصبح كل فلسطيني في جنين مستهدفا.