تحتفظ حركة المقاومة الإسلامية حماس بأربعة جنود (إسرائيليين) ثلاثة منهم وقعوا في قبضتها خلال عدوان 2014، ورابع تسلل عبر ثغرة في السياج الفاصل بين (إسرائيل) وشمالي القطاع دون أن يعرف شيء عن مصيرهم منذ ذلك الحين.
وتتعمد حماس عدم الإفصاح عن أي تفاصيل بشأنهم إلا بمقابل، فهي تسعى منذ اللحظة الأولى التي وقعوا فيها في قبضتها لإبرام صفقة للإفراج عن الأسرى لاسيما أصحاب الأحكام العليا وكبار السن ومن أعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة وفاء الأحرار قبل أحد عشر عاما.
ومنذ اعتقال الجنود الأربعة تحاول حكومتهم المراوغة لمعرفة مصيرهم، عن طريق بث الإشعات عبر الإعلام، ماجعل عوائلهم تتهما بالتقصير في الملف.
وحتى اللحظة تتمسك حركة حماس الرافض لشروط الاحتلال بربط عملية الإعمار بتبادل الأسرى، وتصر على إجراء صفقة وفق شروطها المتمثلة بتحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
وعرض الجناح العسكري للحركة لأول مرة، في يونيو الماضي، مشاهد مصورة (للإسرائيلي) هشام السيد مُمدداً على سرير وموصولاً بجهاز تنفس اصطناعي.
وتلحلح موقف حماس بسبب الوضع الصحي للعشرات من الأسرى في سجون الاحتلال، حتى أعلن رئيسها يحيى السنوار في إبريل 2020 عن مبادرة إنسانية، تتضمن استعداد الحركة تقديم "مقابل جزئي" لـ "إسرائيل" من أجل الإفراج عن معتقلين فسلطيين وخاصة المرضى وكبار السن.
ويرى مراقبون أن حماس لن تقبل بمقابل أقل مما دفعه الاحتلال خلال وفاء الأحرار ، خاصة وأن في حوزتها 4 أسرى.
وتحرر في أكتوبر 2011، 1027 أسيراً على مرحلتين مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، منهم 994 أسيرًا، و33 أسيرة، و284 أسيراً كانوا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، و395 قضوا أحكامًا لا تقل عن خمس سنوات، و789 منهم اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى، و238 اعتقلوا قبل انتفاضة الأقصى، و95 منهم مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عامًا، و 27 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من 25 عامًا.
ووفق ما تعلنه حماس فإن على رأس أولياتها تحرير الأسرى، وأنه بعد أسر شاليط وتحقيق صفقة وفاء الأحرار، واصلت الطريق الذي سترسم للمعتقلين من خلاله فجر حرية جديدا.
ومؤخرا ذكر حازم قاسم الناطق باسم حماس أن حركته قادرة على تحقيق الانتصارات كما حدث في صفقة وفاء الأحرار، عبر إسناد الشعب لخيار المقاومة والتفافه حول قضية الأسرى.
وحول الحديث عن صفقة تبادل جديدة، أكد الناطق باسم الحركة أن حماس مصرة أن تلبي الصفقة شروط المقاومة، لافتا إلى أن الاحتلال لن يستطيع ابتزازهم، فالأسرى مقابلهم أسرى، ولا خيار أمام حكومة الاحتلال إلا الاستجابة لمطالب القسام.
ووفق أنور صالح المختص في الشأن (الإسرائيلي) فإن هناك فرق بين التفاوض زمن الجندي جلعاد شاليط، والمحتجزين الأربعة
وأضاف صالح في حديث سابق مع "للرسالة نت": عائلات الاسرى تحاول الضغط على الحكومة (الإسرائيلية) واتهامها بشكل مستمر بالإهمال وعدم الضغط على غزة، بالإضافة إلى مطالبهم الحثيثة لإتمام صفقة في أقرب وقت، مشيرا إلى أن حسابات الحكومة تختلف عن رغبة الأهالي الذين يريدون تشديد الحصار على غزة وضرب البنية التحتية لحركة حماس وعرقلة الأموال القطرية الواصلة للقطاع
ومع أن (إسرائيل) تحاول الظهور بدور المتعنت بموقفه تجاه إبرام صفقة جديدة، إلا أن الواقع يشير عكس ذلك، وفي المقابل لا تزال حماس مصرة على موقفها وشروطها في إحراز صفقة جديدة مشرفة.