تعيد الذكرى الحادية عشر لصفقة "وفاء الأحرار"، -التي نجحت في تحرير 1050 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال- إلى الأذهان الدور الذي يساهم فيه المحررون لإظهار معاناة الأسرى المتواصلة والانتهاكات المتكررة من قبل إدارة السجون.
ومنذ لحظة خروجهم من سجون الاحتلال، جعل الأسرى المحررون قضية إخوانهم داخل المعتقل على سلم أولوياتهم، ولم يتأخروا في استثمار أي محفل من أجل فضح جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة بحق الأسرى الفلسطينيين.
وحول كيفية خدمة قضية الأسرى، يقول المحرر القسامي معاذ أبو شرخ إنه يتم الحديث عن قضيتهم ومعاناتهم داخل السجون، وينقلون أوضاعهم إلى العالم الخارجي.
نقل صورة معاناتهم
يضيف أبو شرخ -وهو من محرري صفقة وفاء الأحرار الذين تم إبعادهم عن الخليل- أن الناس تريد معرفة كيف يقضي الأسير كل هذه السنوات في السجن، ونحن نحاول نقل صورة معاناتهم كاملة، إلى جانب حاجتهم للخروج من السجن إلى الحرية.
ويتابع قائلاً: "ننقل معاناة الأسرى إلى العالم الخارجي عبر الندوات ووسائل الإعلام المختلفة، وغير ذلك من النشاطات المتعددة".
الأسير المحرر محمد القيق تطرق إلى صمت المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية تجاه ما يحدث للأسرى الفلسطينيين، مبيناً أنه إذا لم تتحرك بشكل عاجل لتحرير الأسرى، فقد نشهد المزيد من الشهداء والمعاناة.
التنكيل بالأسرى
يوضح القيق أن الأسرى يعانون من اعتداء الاحتلال الصهيوني والتنكيل بهم، لردعهم معنويًا ونفسيًا، والمطلوب من المقاومة الفلسطينية قلب الطاولة، ورفع سقف المطالبة وكسر المعادلة مع المحتل الصهيوني.
من جانبه، يؤكد القيادي زاهر جبارين، مسؤول مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة حماس، أن الثامن عشر من أكتوبر من العام 2011 شكل علامة فارقة في تاريخ شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، التي سطرت منعطفاً تاريخياً في سجل نضال شعبنا البطل مع الاحتلال الغاشم.
ويشدد جبارين على أن تحرير الأسرى أولوية من أولويات المقاومة، وصفقة وفاء الأحرار لن تبقى يتيمة، منوهاً إلى أن "أسرى الاحتلال بيد المقاومة لا يمكن أن يروا النور إلا من خلال صفقة مشرفة وبشروط المقاومة".
ويلفت إلى أن الثامن عشر من أكتوبر من العام 2011م، شكل ميلاد يوم جديد لفرسان قد غيبتهم جدران السجون لعقود من الزمان، معتبراً أن هذا الإنجاز التاريخي الذي سطرته المقاومة الباسلة لم يكن ليتحقق لولا معية الله ورعايته أولاً، ثم صمود شعبنا وتضحياته، والدماء الذكية الطاهرة التي تدفقت من جراحات المجاهدين.
يذكر أن المقاومة الفلسطينية أخلت سبيل الجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط قبل 11 عاماً، مقابل رضوخ الاحتلال لمطالبها بالإفراج عن الأسرى على دفعتين، ضمن أضخم عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال.