لاقت عمليتا الشهيد المقدسي عدي تميمي ابن مخيم شعفاط، إشادة كبيرة من المقدسيين الذي يرون فيها ثأرا للقدس والمسجد الأقصى، وانتقاما لانتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المدينة.
وأكدت الشخصيات المقدسية البارزة في أحاديث منفصلة لـ "الرسالة نت" أن العملية تأتي كردٍ طبيعي على ما يفعله الاحتلال بالمسجد الأقصى.
وأشاروا إلى أن ما فعله الشهيد التميمي يعبر عن نبض الشباب الفلسطيني وخصوصا المقدسيين الذين يرون الانتهاكات في ظل صمت عربي وإسلامي كامل.
إفشال لخطط الاحتلال
وقال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، إن الاعتداء المستمر على المقدسات هو الدافع الأساس لعمليات المقاومة، وهو ما يستنهض همّة الشباب لمواجهة الاحتلال بجميع الوسائل.
وأشاد الهدمي بعمليتي الشهيد التميمي، "والتي تأتي تأكيدا على أن خطط الاحتلال بتهويد الأقصى لن تمضي وستواجه بديمومة المقاومة".
وأضاف: "عدي يشكّل حالة الضمير الفلسطيني ويعبّر عما يجول في صدر الشباب الفلسطيني وخصوصا المقدسي"، مؤكدا أن الشهيد عدي الذي وُلِد إبان انتفاضة الأقصى عام 2000 يؤكد للاحتلال أن الجيل المقاوم يسلم جيلا آخرا حتى تحرير كامل فلسطين.
ودعا الهدمي لإبقاء الثورة مشتعلة تحت أقدام الاحتلال، مشيرا إلى أن الاستفزازات لابد أن يقابلها مقاومة مستمرة.
واستشهد المقدسي عدي التميمي، مساء أمس الأربعاء، بعد اشتباك مع حراس الأمن على مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس المحتلة.
وفتح التميمي النار تجاه أحد حراس الأمن الإسرائيليين بالمكان، ما أدى لإصابته بجروح طفيفة في يده.
وأطلق حارس أمن آخر بالمكان النار تجاه التميمي ما أدى لاستشهاده على الفور.
واكتسب التميمي شهرة كبيرة بعد ملاحقته من قوات الاحتلال على مدار 10 أيام، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار "من مسافة صفر" أدت لمقتل مجندة وجندي وإصابة آخرين على حاجز شعفاط.
وتعرض التميمي لملاحقة مشددة من جيش الاحتلال الذي اعتقل أفراد من عائلته وأقاربه، وفرض حصار على مخيم شعفاط الذي يقطن فيه الشهيد، دون القدرة على الوصول إليه.
وعُرِف عن عدي أنه حليق الرأس ما دفع المئات من الشبان المقدسيين لحلق رؤوسهم لتضليل أجهزة أمن الاحتلال.
في حين أكد المختص بشؤون القدس وعضو لجنة الدفاع عن بلدة سلوان المقدسية، فخري أبو دياب، أن الاحتلال يمارس حملة تطهير عرقي في مدينة القدس.
وقال أبو دياب: "تحاول قيادة الاحتلال العمل باستمرار على كسر شوكة المقدسيين، إلا أن عملية البطل عدي تميمي وأمثالها تؤكد له أن المقدسي ينتفض من وسط الركام والقمع ليعلن أنه باقٍ على هذه الأرض".
ولفت إلى أن عملية الدفاع عن الأرض والمقدسات مستمرة، داعيا كسابقه لإبقاء حالة الاشتباك مستمرة مع الاحتلال (الإسرائيلي).
وأضاف أبو دياب: "حالة الاستفزاز التي تنتهجها حكومة الاحتلال ومستوطنيه لن ينتج عنها سوى المزيد من عمليات المقاومة وحالة ثورية مستمرة".
وبيّن أن الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة، "فلا ينفع الاستجداء والتفاوض مع محتل يعمل على سرقة كل شيء دون أدنى اعتبار لقرارات المجتمع الدولي".
ويتفق المختص في شؤون القدس، جمال عمرو، مع سابقيه في أن استفزازات الاحتلال في مدينة القدس وخصوصا في المسجد الأقصى وصلت إلى مستوى غير مسبوق، "وكانت سببا مباشرا لعملية الشهيد عدي تميمي التي أوجعت قيادة الاحتلال".
وقال عمرو إن الاحتلال يعاني باستمرار من اعتداءات واقتحامات وضرب وأسر وابعاد، "فلا تتوقع إسرائيل إلا أن يُقابل ذلك بالمقاومة والقوة".
ولفت إلى أن الرد من البطل المقدسي عدي تميمي جاء ليفاجئ الاحتلال من حيث لا يحتسب، ويوصل الرسالة التي توجد لدى جميع المقدسيين، "بأن أي مس للمقدسات سيشعل الأرض من تحت أقدام المحتل".
وأضاف عمرو: "عدي هو أحد حلقات الجسر الواصل نحو تحرير الأقصى، هو بطل مقدسي شاهد هذه الاعتداءات الكبيرة على الأقصى ورفض السكوت في زمن الهوان العربي والإسلامي".