قائد الطوفان قائد الطوفان

رغم وضع الضفة والحديث عن التقشف..

السلطة تتوجه لشراء طائرات لرحلات مسؤوليها

الرسالة- خاص

لا يمكن قراءة توجه قيادة السلطة الفلسطينية إلى شراء طائرتين مروحيتين لرحلات كبار مسؤوليها إلا في سياق البحث عن المزيد من الرفاهية والامتيازات الشخصية على حساب الشعب الفلسطيني.

ففي الوقت الذي تشهد فيه القرى والمدن الفلسطينية بالضفة المحتلة، حالة من الحصار وتضييق الخناق الذي يمارسه جيش الاحتلال عليها بزعم تصاعد أعمال المقاومة، يأتي هذا التوجه الذي يؤكد أن قيادة السلطة منعزلة عما يجري على أرض الواقع.

وكانت وسائل إعلام عبرية كشفت قبل أيام، أن (إسرائيل) تعتزم السماح للسلطة الفلسطينية بشراء طائرتين مروحيتين لرحلات كبار مسؤوليها، في خطوة هي الأولى منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية)، أوصت بالموافقة على طلب رئيس السلطة محمود عباس، بشراء المروحيات في إطار تعزيز مكانة السلطة، مشددة على أن المستوى السياسي أبدى استعداداً للموافقة على هذه الخطوة.

وبينت الصحيفة العبرية أن شراء الطائرتين سيتم تمويله من دول الخليج على أن تتمركزا في الأردن، مردفة: "على السلطة الفلسطينية الحصول على موافقة من (إسرائيل) في حال رغبت بمرور الطائرات من الأردن إلى الضفة أو عبور المجال الجوي (الإسرائيلي)".

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن الاحتلال يدرك بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة صراع وتفكك لدى قيادات السلطة في ظل الصراع على خلافة عباس.

ويوضح العقاد في حديثه لـ "الرسالة" أن دخول الصراع الداخلي بين قيادات السلطة مرحلة سوداوية، يتطلب تأمينا شخصيا لعملية هروب محتملة وهو الهدف من وراء السماح بشراء هذه الطائرات.

ويبين أن السلطة تعيش بين حالتين أولاها الاستجابة لدورها الوظيفي واستمرار حالة التعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال الذي سيقودها إلى تفكك محتمل بشكل تدريجي، أو الاستجابة لخيار الشارع الفلسطيني ودعم مقاومته وهو أمر مستبعد.

ويشير العقاد إلى أن أحداث نابلس وما شهدته المدينة من هجوم حاد على السلطة في أعقاب اعتقالها للمطارد مصعب اشتية، قد يكون ولد خشية لديها من تكرار هذا الأمر وانسحابه إلى بعض المناطق الأخرى لذلك تحاول البحث عن تأمين شخصي لعملية هروب محتملة.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين، أن هذا الأمر يكشف الدور الحقيقي للسلطة بأنها منسلخة تماما عن شعبها وقضيتها ومن ما يعانيه أهل الضفة، فيما تبحث عن تسهيلات شخصية لقيادة المقاطعة.

ويؤكد شاهين في حديثه لـ "الرسالة" أن موافقة الاحتلال على الطائرات بشرط أن تبقى في الأردن أو يسمح لها بدخول الأراضي الفلسطينية بإذن من الحاكم العسكري، يعني أن السلطة معدومة السيادة وقيادتها بكل مكوناتها لا تتحرك إلا بإذن من الحاكم الصهيوني.

ويشير أن قيادة السلطة بعد أن كانت تضع مشروع التحرر الوطني كخيار في برنامجها السياسي، أصبحت أداة في يد الاحتلال (الإسرائيلي) وغيبت مشروع وخيار التحرير منه.

البث المباشر