قائد الطوفان قائد الطوفان

الانتخابات (الإسرائيلية) تنطلق غدا وسط إحباط فلسطينيي الداخل ومقاطعتهم

الرسالة نت- محمد عطا الله

تعكس استطلاعات الرأي (الإسرائيلية) تراجع مشاركة فلسطينيي الداخل المحتل في الانتخابات التي من المقرر أن تنطلق غدا، ما يدلل على حالة الإحباط واليأس من السياسات العنصرية والتمييز الذي تمارسه حكومات الاحتلال بحق فلسطينيي الداخل سواء شاركوا في الحكومة أو بقوا خارجها.

وبحسب آخر استطلاع للرأي أجرته هيئة البث "كان" في الداخل المحتل، فإن غالبية الناخبين الفلسطينيين سيقاطعون انتخابات (الكنيست) مما سينعكس سلبا على مقاعد الأحزاب العربية وتمثيلها.

ووفق الاستطلاع، فإن نسبة الذين ينوون المشاركة في التصويت بالمجتمع الفلسطيني من 43.5%، إلى 39.2 بالمائة، ما يعني أن نسبة 60.8 بالمائة منهم لن يدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات.

وبيّن الاستطلاع أن 15% من فلسطينيي الداخل ما زالوا مترددين، ولم يقرروا بعد إلى أي حزب يميلون في الانتخابات، بينما قال 29% إنهم سيصوتون لصالح "القائمة العربية الموحدة"، و11% للتجمع الوطني الديمقراطي، ونفس النسبة للجبهة الديمقراطية (الحزب الشيوعي سابقًا) والعربية للتغيير.

وتشارك في الانتخابات ثلاث قوائم عربية، بعد انشقاق "القائمة المشتركة" إلى قائمتين.

ومن وجهة نظر فريق كبير من فلسطينيي الداخل فإنه لا فائدة من المشاركة في العملية الانتخابية؛ فالاندماج في ظل أيديولوجية الدولة وممارستها المستندة إلى المثل الصهيونية أمر مستحيل؛ لأن (إسرائيل) مصرة على طابعها اليهودي؛ فيما يشكل فلسطينيو الداخل هوية مغايرة تمامًا.

ويعتبر جزء كبير من فلسطينيي الداخل أن المشاركة في هذه الانتخابات تمثل تغطية على جرائم الاحتلال وسرقته للأرض للبناء الاستيطاني وانتهاكاته بحق المسجد الأقصى والمقدسات، كما تظُهر الاحتلال وكأنه نظام قائم على الديمقراطية ويعطي حرية للعمل والمشاركة السياسية.

وما لا يمكن إغفاله أن المشاركة الواسعة بالانتخابات لدى فلسطينيي الداخل تعني حصر النضال الفلسطيني مع الاحتلال تحت قبة (الكنيست) ودخولهم اللعبة السياسية كأحزاب تمثل أقلية لا قيمة لها، وهو ما يثبت الرواية التي يحاول الاحتلال تسويقها.

وتثبت تجربة مشاركة حزب منصور عباس في الحكومة الصهيونية الحالية بزعامة يائير لابيد بأنه لم يتمكن من تحقيق أي انجاز أو يوقف عدوان أو جريمة أو حتى اقتحام المستوطنين المتطرفين وتدنيسهم للمقدسات، بل جعلته شريكا في ذلك.

ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد أن حالة اليأس والإحباط لم تقتصر على فلسطينيي الداخل وحسب بل أيضا انعكست على مجتمع الاحتلال الذي بات يشعر بملل من تكرار العملية الانتخابية خمس مرات في أقل من ثلاثة أعوام.

ويوضح مقداد في حديثه لـ "الرسالة" أن التجربة التي خاضها منصور عباس في دعم حكومة (إسرائيلية) وعدم الحصول على شيء أو تحقيق أي انجاز انعكس على الفلسطينيين في الداخل سيساهم في تراجع أصواتهم ومشاركتهم في الانتخابات.

ويبين أن الأحزاب العربية تشهد حالة من التفكك بعد انقسام القائمة المشتركة وخوض الانتخابات بـ 3 قوائم، وترجح استطلاعات الرأي أن حزب التجمع برئاسة سامي أبو شحادة لن يتجاوز نسبة الحسم مما يعني تراجع عدد مقاعد الأحزاب في (الكنيست).

ويشير إلى أن حالة المقاطعة المتوقعة نابعة من قناعة أن المشاركة وعدمها واحدة بل قد تكون أكثر ضررا على فلسطينيي الداخل.

البث المباشر