عقد مركز دراسات اللاجئين بقطاع غزة، مؤتمر "استراتيجية العودة"، بنسخته الثانية، في ذكرى إحياء مرور 105 أعوام على وعد بلفور.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، د. محمود الزهار، في كلمته خلال اللقاء، أن كل ما يحدث في الضفة والقدس المحتلتين من مواجهةٍ ومقاومة ضد الاحتلال "الإسرائيلي"، هو بداية لتحرير الأرض.
وأضاف الزهار إننا "نرى اليوم في الضفة الغربية والأرض المحتلة ما مارسناه في غزة الذي حقق الغاية وهي زوال الاحتلال عن القطاع، ويتم استنساخها الآن لتتحقق في الضفة والقدس".
وأشار إلى تطور السلاح المستخدم في الصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي" من الحجر في غزة إلى سكين إلى مسدس إلى بندقية إلى أن وصل سيف القدس صواريخ بعيدة المدى، قائلاً: هذا التدرج هو ما يعرف بـ"التكتيك" اللازم لتحقيق أهداف مرحلية في الصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي".
وأردف " أبدعت المقاومة في غزة وأنتم خير شاهد على ذلك حتى طردت الاحتلال وتطورت وسائلها من الحجر وصولاً إلى الصاروخ".
وشدد عضو المكتب السياسي لحماس على أهمية المباغتة والسبق في ضرب العدو والمواجهة التي تُفاجئه، مُشيراً في الوقت ذاته الى أهمية الإعداد بطريقة مناسبة للفرد المقاوم، الذي يبتكر الموقف الجديد حسب ظروف المواجهة، لمحاربة المحتل في كل أماكن تواجده.
وبيّن أنه يجب الاستعانة بالحلفاء والاستفادة من كل الدول التي تدعم المقاومة الفلسطينية. ودعا الزهار القائمين على المؤتمر لوضع الخطط المرحلية الأولى، من أجل البناء عليها لتحقيق الهدف العام وتحرير أرضنا. كما شدد على ضرورة رفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني والعمل على مقاطعة الاحتلال حتى زواله.
بدوره، قال د. محمد المدهون رئيس دائرة اللاجئين واللجان الشعبية بحركة حماس، إن ّ"وعد بلفور تاريخ بداية النكبة الحقيقية للشعب الفلسطيني، وهي جريمة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى".
وأضاف المدهون: "رسالتنا على بريطانيا الاعتذار عن الوعد بعد 105 سنوات لا يزال مطلب شعبنا الرئيسي لبريطانيا والمنظومة الدولية التي تواصل ظلمها لشعبنا، بالاعتذار وأن يترجم لسلوك قانوني وإنساني وسياسي واقتصادي ليرد لشعبنا الاعتبار".
وأوضح أن نشوء الكيان يمثل "الترجمة المباشرة لوعد بلفور تمثل في إنشاء الكيان وتهجير شعبنا الذي لا يزال متواصلا".
وأكد المدهون أن ّ"الانتفاضة بالضفة ملهمة في خلق إنسان فلسطيني جديد مقاوم، والعودة لن تتحقق إلا بالمقاومة والمتابعة والثبات".
وبيّن أنّ "استراتيجية العودة قائمة على اليقين أولا بحتميتها، وثانيا على وحدة الأمة والعلاقات الواسعة معها مع التأكيد على أن الاحتلال هو العدو المركزي لها".
من جهته، أوضح د. كمال الكحلوت رئيس مركز الدراسات، أن المؤتمر يضم 25 جلسة تركز على استراتيجية العودة، بمشاركة نخبة من المفكرين، حول التاريخ السياسي والجغرافي للقضية وقراءة سيناريوهات بقاء القطب الأمريكي الأوحد في العالم.
من جهتها، قالت د. ديمة طهبوب النائب بمجلس النواب الأردني، إنّ المرأة الفلسطينية مرّت في متغيرات دفعتها لتصدر النضال، وتسلمت مبادرة الفعل والشرف وأصبحت الأرض هي العرض والمرأة قادرة على حمايتها.
وأكدت طهبوب أن المرأة الفلسطينية "انتقلت من الاستضعاف للقوة ومن حمل الأسرة لإساءة وجه العدو".
وشددت على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية ولا سيما في قطاع غزة، في ظل تعرضها لحملة تشويه متعمدة.
من جانبها، أكدّت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي أحد أبطال عرين الأسود، أنّ "شعبنا اليوم يمضي بكل ثبات وعزم ويقين نحو أهدافه الوطنية في التحرير وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المباركة، لا يثنيه تخاذل المتخاذلين ويستمر في الدفاع عن حقه بالعودة لحيفا ويافا وكل شبر من فلسطين".
وقالت أم إبراهيم في كلمة مسجلة لها، إن شعبنا "يبدع بأساليب المقاومة وأشكال الكفاح وينتفض أمام قطعان المستوطنين، وهو حق لا يسقط بالتقادم ولا يمكن تبديده أو شطبه رغم كل محاولات تزوير التاريخ وإزاحة العقل الفلسطيني وكي الوعي للتنازل عن هذا الحق والتخلي عن الثوابت الوطنية".
وشددّت على أن كل بوصلة لا تشير إلى القدس بوصلة خائنة وحق العودة سيظل مقدسا وثابتا مهما بلغت الدماء والتضحيات ومهما طال الدرب.
وأوضحت أن كل الوعود والاتفاقات ستسقط، "وعلى أرضنا لن يعمر ظالم. سنقتلع الصهاينة من أرضنا وبدمائنا الغالية نضيء الطريق إلى فلسطين.. كل الوعود الجائرة ساقطة وكل الاتفاقيات المأفونة ستدوسها رايات النصر والتوحيد".
من جهته، أكدّ المطران عطا الله حنا رئيس أسقف سباسطية الروم الأرثدوكس، إنّ غزة لن تركع ولن تستسلم، مشددّا على حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم.
وفي كلمة الضفة المحتلة، قال الأسير المحرر رجائي كركي، "على طاولة وهمهم وكيدهم المزعوم، طربوا لزعم ووهم وكيد بأنّ الضفة غلّقت أبوابها والتهت بلذاتها والتهت عن جهادها، وكفت يدها عن ثورتها، فإذا برؤوس خنازيرهم تقع بين أقدامهم، وإذا بقبضات الأحرار تجزّ أرواحهم، وترسل بهم إلى جهنم زرافات ووحدانا".
وأضاف كركي: "الخليل كتبت على نفسها وعهدها أنّ ثراها الذي احتضن أنبياء الله رضوان الله عليهم وسلامه هي أرض حرام على قتلتهم وعلى من عاث في تاريخهم فسادا وإفسادا وتطاول على رسالتهم، قالت قولتها هذه أرض حرام على من تجرأ على دم الأنبياء، ثم سفك الدم وواصل -الجريمة- حتى باتت عقيدته".