كل شيء يحيط المسجد الأقصى يكتسب قدسيته وقيمته من مكان تواجده، كما أشجار الزيتون المنتشرة في باحاته وعددها حوالي 600 شجرة، والتي تكبر الاحتلال (الإسرائيلي)، لكنها لم تسلم منه، فهي تقف شامخة تتصدى لهجمات مستوطنيه خلال محاولات اقتلاعها.
وإن كان لزيتون فلسطين وزيته نكهة تميزه عن المزروع في العالم، إلا أن زيتون الأقصى تحديدا يختلف مذاقه وشكله أيضا فزيته يُسرج صمودا ورباطا، لذا يوزع لمستحقيه من فقراء القدس ليكسبهم بركة.
ويعتبر زيتون الأقصى وقفا إسلاميا للمسجد، تتولى دائرة الأوقاف جمع المحصول وتوزيعه وفق آليات يعمل عليها سنويًا، وفيما لا يسلم الزيتون من اعتداءات الاحـــــتلال فإنّه يشكّل أحد أوجه الصمود في القدس.
وتنتشر أشجار الزيتون في ساحات الأقصى خاصة في المنطقة الشرقية من المسجد، بعضها تعود جذوره إلى آلاف السنين وبعضها قبل الاحتلال (الإسرائيلي)، ويبدأ موسم القطاف في الأقصى في منتصف أكتوبر ويستمر حتى أوائل نوفمبر.
كما توكل لجنة زكاة القدس عامليها بمهمة القطف، بجانب بعض العائلات الفقيرة التي تأخذ أجرا لقاء مساهمتها بهذه المهمة، كما تتواصل اللجنة مع مدارس القدس التابعة لمديرية التربية والتعليم الفلسطينية وتؤمن لطلابها حافلات تقلهم إلى المسجد الشريف للمشاركة في قطاف الزيتون.
ويشارك أيضا الأطفال وطلاب المدارس، بالتنسيق مع إدارة الأوقاف وتأتي مشاركتهم ضمن النشاطات التطوعية المفضلة لديهم بشكل عام.
وتعتني دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس على مدار العام بزيتون الأقصى لأنه وقف إسلامي للمسجد، وتتولى جمع المحصول وتوزيعه وفق آليات تعمل عليها سنويا، ويستفيد من زيته فقراء القدس.
يقول د. جمال عمرو المختص في الشأن المقدسي والمرابط وعائلته في الأقصى إن الاحتلال ينكل بكل جزئيات الأقصى ومنها شجرة الزيتون، مضيفا: الاحتلال يتناقض في التعامل مع شجر الزيتون فهناك شجر يحاول الإبقاء عليه وآخر يريدون قلعه.
ويوضح "للرسالة نت" أن هناك شجرات زيتون يستفيد الاحتلال منها كون المستوطنين يحتمون وراءها وتخفي صلواتهم التلمودية خاصة القريبة من باب الرحمة فهي تحقق لهم مصالح أمنية وعملياتية، مقابل أشجار أخرى يودون قلعها كونها تعيق الكاميرات وهي ترصد المرابطين والمصلين.
ويشرف قسم الزراعة التابع لمديرية الأقصى المبارك على بساتين المسجد وأشجاره التي تحتل جزءا كبيرا من مساحته البالغة 144 دونما، وتغلب عليها المساحات المزروعة بأشجار الزيتون، إلى جانب أشجار الصنوبر والسرو.
كما يعمل في قسم الزراعة مزارعان اثنان يتوليان عمليات التشجير وحرث الأرض وسقاية الأشجار والعناية بها، وتقوم المديرية باستدعاء مزارعين إضافيين وقتَ الحاجة.
وتمنحُ دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عطاء داخليا لقطف ثمار زيتون المسجد الأقصى، وقد تولت العطاءَ في السنوات العشر الأخيرة لجنة زكاة القدس.
وبدأت لجنة زكاة القدس، التابعة لدائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، عملية قطف ثمار الزيتون، وتوزيع الزيت على الفقراء، قبل 12 سنة.
وتقتصر الاستفادة من هذا الزيت على الفقراء فقط، ولا يتم بيع أي كمية منه رغم رغبة الكثيرين في شرائه.