اعتقلته الأجهزة الأمنية يوم الأحد الماضي، مع مجموعة من زملاءه الطلاب، وهو ليس بطالب في جامعة بيرزيت فقط بل مصور صحافي يعمل ليقوم بتسديد رسوم دراسته، هكذا قال زملاء الصحافي المصور وطالب الإعلام حاتم حمدان وهم يصفون لحظة اعتقاله.
كان حمدان يغطي صحفيا مسيرة نظمها مجلس طلبة الجامعة استنكارا لاعتقال ثلاثة من زملاءهم وهم من نشطاء الحركة الطلابية، التابعة لحركة حماس، فاكتمل العدد باعتقال ثلاثة آخرين منهم حمدان.
وقال زملاءه إن حمدان اعتقل بعد انتهاء الوقفة حيث غادر وعاد إلى منزله ليتفاجأ بإيقافه أمام منزله من قبل أفراد الشرطة الفلسطينية في رام الله.
وكان مجلس طلبة جامعة بيرزيت قد أعلن، في بيان له، اعتقال الأجهزة الأمنية كلاً من: سكرتير لجنة العمل التعاوني في المجلس محمود نخلة، وممثلي الكتلة الإسلامية أسامة أبو عيد وإبراهيم بني عودة. واستنكرت وكالة جي ميديا التي يعمل بها حمدان اعتقاله من قبل عناصر الشرطة، وتعرضه للضرب والإهانة .
و كتبت الصحفية رولا أبو حسنين واصفة حمدان :" لأول مرة سأكتب بهذه الصيغة بهكذا حدث! ولكن منذ أن علمت أن زميلنا الصحفي حاتم حمدان هو يتيم الأب، أحاول تخيّل مشهد أمس عندما اعتقلته الأجهزة الأمنية وسط ضرب مبرح أثناء تغطيته مسيرة في رام الله! صحفي يُضرب، وهذا الصحفي يتيم الأب الذي قال الله فيه "فأما اليتيم فلا تقهر"، قهروه يا الله لأنه حرّ ومكافح رقهروه يا الله وهو الذي يعمل من أجل اكمال ساعاته الجامعية القليلة المتبقية بعد مسيرة جامعية متعبة، قهروه يا الله لأنه لم يقبل أن يكون أداة في يد أحد وظلّ حراً، قهروه يا الله، قهروه، فاقهرهم يا قاهر يا جبّار!
بدوره أعلن مجلس طلبة جامعة بيرزيت بدء اعتصام مفتوح داخل الجامعة حتى الإفراج عن الطلبة المعتقلين في سجون أجهزة أمن السلطة وعددهم تسعة طلاب.
وقال رئيس المجلس يحيى القاروط خلال وقفة للأطر الطلابية إنّ اعتقال كوادر الحركة الطلابية يهدف لترهيب جموع الطلبة وضرب الوحدة في جامعة الشهداء والأسرى.
مهند كراجة مدير مؤسسة محامون من أجل العدالة قال في مقابلة مع "الرسالة" :" نحن لا زلنا نعتبر أن هذه الاعتقالات تعسفية لأنها تستهدف المدافعين عن حقوق الانسان وتستهدف عملهم النقابي، كما أن أي تجمع سلمي هو محمي باتفاقيات حقوق الانسان والتي وقعت عليها السلطة".
ويضيف كراجة:" ما حدث يوم الأحد الماضي تعدي على الحركة الطلابية التي تتصدر النضال الوطني الفلسطيني وهم أيضا نشطاء يدافعون عن حقوق الطلاب وهذا المساس فيهم يندرج ضمن نطاق الاعتقالات التعسفية.
ويؤكد كراجة أن ما جرى اعتداء على حق الطالب في التعليم و حقه في العمل، موضحا أن المعتقلين محتجزين دون أن يعرضوا على المحكمة وبل هم معتقلين على ذمة جهاز الاستخبارات وهذا مخالف لقانون الإجراءات الجزائية ، مناديا بتحرك النيابة والمحكمة للإفراج عنهم .
حتى اللحظة لم يقابل أي محام من "محامون من أجل العدالة" أي من المحتجزين، لأن المحامي لا يسمح له بمقابلة المحتجز إلا بعد تحوليه للنيابة وحتى الآن تأخر تحويل الطلبة وهذا ما أنكره كراجة.