توافق اليوم الذكرى السنوية الـ21 لاستشهاد القسامي البطل مؤيد عيادة من طولكرم، بعد أن فجر جسده في عدد من جنود الاحتلال موقعا عددا من القتلى والجرحى.
سيرة بطل
ولد الشهيد البطل مؤيد محمود عيادة "صلاح الدين" في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية عام 1977، لأسرة ملتزمة تعود أصولها إلى قرية حزما جنوب الضفة المحتلة، ونشأ في مدينته طولكرم وتلقى تعليمه فيها، وعرف عنه الالتزام في مساجدها منذ نعومة أظفاره.
له من الأخوة خمسٌ وهو شقيق القائد القسامي الشهيد ثابت عيادة "صلاح الدين" الذي اغتالته آلة الحرب (الإسرائيلية) في أحد منازل المدينة بعد معركة بطولية خاضها الشهيد.
عرف مؤيد كأحد شباب مسجد زيد الأوائل جنوب المدينة، وكان على علاقة صداقةٍ قويةٍ جداً بالشهيد البطل نشأت الكرمي، ونشط في كل الميادين الدعوية والاجتماعية والثقافية مما أهله لقيادة مبكرة في صفوف أبناء الحركة الإسلامية.
انتسب إلى حركة "حماس" منذ نشأتها عام 1987، وكان عضواً فاعلاً في ميدان التربية لكوادر الحركة وقيادة الأشبال منذ مراحل حياته المبكرة.
قيادة مبكرة
قاد شهيدنا الحركة الطلابية الإسلامية في مدرسة الفاضلية الثانوية في مدينة طولكرم، داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
اعتقل لدى الاحتلال خلال مرحلة دراسته في سنته الثانوية الأخيرة، مما تسبب في تأخر تخرجه من المدرسة عاماً كاملاً، وحين أطلق سراحه كان عليه أن يؤدي امتحانات الفصلين خلال فترة أقل من شهرٍ واحدٍ، فقبل التحدي وعكف على كتبه ودراسته وتخرج بمعدل 93% في الفرع العلمي رغم عدم حضوره أي دروس صفيةٍ بسبب الاعتقال.
التحق مؤيد بكلية الهندسة في جامعة بيرزيت، وهناك تعرض للاعتقال مرة ثانية على خلفية إيواء المطارد القسامي الأبرز حسن سلامة ليمكث بالسجن أحد عشر شهراً.
وبعد خروجه من السجن التحق شهيدنا بجامعة النجاح الوطنية وأصبح طالباً في كلية الهندسة بقسم العمارة.
شارك مؤيد في قيادة الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح ضاربا المثل في القيادة الحكيمة والقدرات الإدارية في توجيه طاقات الشباب، فأسس مع مجموعةٍ من إخوانه اللجنة الدعوية التي كتب لها أن تتحول إلى واحدةٍ من أهم لجان الكتلة وأكثرها فاعليةً في الجامعة.
وانتخب في العام 2001 عضواً في المؤتمر العام لمجلس اتحاد الطلبة عن كتلة فلسطين المسلمة، وأصبح عضواً في لجنة قيادتها العليا.
في صفوف القسام
عرف عن شهيدنا البطل حبه للشهادة والفداء في سبيل الله وانتمائه القوي للدعوة الإسلامية، فكان إيواؤه للأسير القائد حسن سلامة بداية رحلته نحو عالم الجهاد الذي توج بالشهادة.
ومع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 التحق الشهيد مؤيد بكتائب القسام، وتميز بالعمل في الخفاء والصمت، فلم يشعر أحد بهذا الانتماء محتفظا بسرية عمله حتى ينال ما يصبو إليه من رضوان الله تعالى.
وفي صبيحة الثامن من تشرين الثاني لعام 2001 كانت جامعة النجاح تحتفل بفوز الكتلة الإسلامية بأغلب مقاعد مجلس اتحاد الطلبة في الانتخابات التي جرت ذلك العام وحققت الكتلة الإسلامية فيها 48 مقعداً مقابل 28 لأقرب منافسيها، فيما كان شهيدنا يحتفل بهذا النصر المؤزر على طريقته الخاصة.
اختار مؤيد أرض باقة الشرقية شمال طولكرم لتكون هدفا لعمليته الاستشهادية، وسار نحو مجموعة من عناصر قوات الاحتلال الخاصة التي تحصنت في إحدى بيارات القرية وفجر حزامه الناسف بهم مقدماً الموت هديةً لأكثر من ثلاث جنود.