قائد الطوفان قائد الطوفان

قسام حمايل: "ظلم ذوي القربى أشد مضاضة"

المعتقل السياسي قسام حمايل.
المعتقل السياسي قسام حمايل.

الرسالة نت - رشا فرحات

على سرير المرض، مثل شيخ ثقيل الخطى، تمدد الشاب العشريني قسام حمايل بتثاقل وحذر بمساعدة عائلته ورفاقه بعد الإفراج عنه بعد اعتقال في سجون السلطة الفلسطينية دام 143 يوما، منها 44 يوما عن الطعام.

قسام يدرس علوم الكمبيوتر في جامعة بيرزيت، وقد أكمل الثلاثة والعشرين عاما، ولم يتخرج بعد بسبب ظروف اعتقاله المتكررة، فهو يدخل من باب إلى سجون الاحتلال، ويخرج بعد عامين إلى سجون السلطة، ويظل يحارب ويدخل مع زملائه إضرابا مفتوحا عن الطعام للاعتراف بحقه في الحرية.

ولأن الجرح في الكف، يحكي قسام بخجل للكاميرا عن تجربة الاعتقال، والتحقيق، وصورة الزنازين التي عاش فيها أيامه السابقة، لتكون ذكرى لا تمحى من مخيلته، فالاعتقال يكون أهون كثيرا إذا كان السجان عدوا.

يقول بأنفاس متقطعة: "الحمد لله الذي منّ علينا بالإفراج بعد هذا الاعتقال السياسي الجائر ولكن فرحتي منقوصة بسبب تركي لزملائي أحمد هريش وجهاد وهدان المضربين عن الطعام".

ويكمل حمايل وهو لا يزال يلهث تعبا: "كانت المعاملة سيئة مع الجميع واليوم زارنا وكيل النيابة وأخذ إفادتنا بشكل رسمي عن ظروف اعتقالنا وتعذيبنا، وقد خرجت ولا زلت آخذ دواء التهاب في الأذن بسبب الضرب على وجهي وأذني اليسرى، وأعاني ضعفا عاما في عضلة القدم اليسرى، بسبب الضرب.

أشكال مختلفة وكثيرة من التعذيب مورست على حمايل ورفاقه يقول عنها: تعرضت لشبح القرفصاء، لقد كان اعتقالا غاشما غير مبرر، وأستنكر الحملات الإعلامية الضعيفة التي لم تتضامن مع المعتقلين، وتلك المغرضة التي عملت على تشويههم ونشر أخبار كاذبة عن أسباب اعتقالهم لتبريرها".

ويعاني قسام وزملاؤه من هبوط في المناعة ونزيف في المعدة بسبب أيام الاعتقال العديدة والإضراب، وقد بدأت رحلة علاجه وكسر إضرابه تدريجيا من مستشفى رام الله حيث يرقد الآن.
وكانت محكمة جنايات رام الله قد أفرجت في وقت سابق عن معتقلين اثنين هما أحمد خصيب، وخالد نوابيت.

وحسب مهند كراجة، ومؤسسة محامون من أجل العدالة، فإن السلطة تعتقل أيضا منذر رحيب لليوم 160 على التوالي، الذي توفي والده قبل أسبوعين وخلال فترة اعتقاله، وترفض محكمة الجنايات الإفراج عنه بعد فترة توقيف طويلة دون أي مبرر قانوني، علماً أن توقيف المذكورين جرى بتهمة سياسية بحتة، وهي تصنيع مواد متفجرة.

ليس من باب المصادفة أن يكون معظم المعتقلين السياسيين أسرى محررين سابقين لدى الاحتلال، ولن يكون مصادفة إذا اعتقل قسام حمايل لدى جنود الاحتلال من جديد، وهكذا ستكون سياسة الباب الدوار أكثر تحققا.

ولكن الاعتقال القاسي الذي ليس له مبرر والأكثر ألما على النفس هو أن يقضي شاب فلسطيني أكثر من مائة يوم تحت تعذيب على يد سجانين فلسطينيين، فظلم ذوي القربى أشد مضاضة.

 

البث المباشر