استكمالا للمشروع (الإسرائيلي) القديم الجديد لتهويد كل الأراضي الفلسطينية، أقرت بلدية الاحتلال في القدس مشروعًا لتحريك الحاجز العسكري ونقطة تفتيش على أراضي الولجة، لتلقي بالمزيد من أراضيها داخل جدار الفصل العنصري.
والحاجز العسكري الذي تنوي بلدية الاحتلال نقله مسافة كيلو ونصف باتجاه القرية، يقع على أراضي الولجة والمالحة التي تم احتلالهما عام 1948، بما يعني حرمان الفلسطينيين وسكان القرية من الوصول لأراضيهم الزراعية والاستفادة منها، ومنعهم من استخدام ينابيع المياه.
ويأتي المشروع ضمن محاولات الضم للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتوسيع حدود بلدية الاحتلال، ضمن ما يسمى مشروع "القدس الكبرى".
وبحسب جمعية "عير عميم" الحقوقية (الإسرائيلية)، فإن بلدية الاحتلال خصصت ميزانية قدرها 3 ملايين شيكل لنقل حاجز التفتيش في قرية الولجة، بهدف منع سكانها الفلسطينيين من الوصول إلى الأراضي الزراعية، وتحويل المكان إلى "حديقة وطنية" لجذب المستوطنين، وبالتالي تحويلها إلى منتجع سياحي ريفي (إسرائيلي).
بعد أيام من قرار بلدية الاحتلال في القدس وتحريك حاجز الولجة وتوسيع نطاق جدار الفصل العنصري، قالت مؤسسة "عير عميم" إن الإدارة المدنية (الإسرائيلية) أيضا تناقش حاليا المصادقة النهائية على بناء مستوطنة جديدة.
ستقام المستوطنة على أراضي الأهالي الزراعية غرب الولجة، لتوسيع مستوطنة (هارجيلو) المقامة جنوب القرية، بواقع 570 وحدة سكنية جديدة، ما يهدد بفصل الولجة نهائياً عن الضفة الغربية.
وكانت بلدية الاحتلال وما تسمى "سلطة الطبيعة والحدائق" (الإسرائيلية) قد قررت قبل سنوات تحويل الأراضي الزراعية لقرية الولجة إلى "حديقة وطنية" للاستمتاع بجمال المنطقة.
***حدائق توراتية بملامح دينية
يقول حسن خاطر المختص في الشأن المقدسي إن الحدائق التوراتية المقامة في مدينة القدس هي جزء من عمليات التهويد كونها تعني مصادرة الأراضي المقدسية ويتم العمل عليها بشكل مكثف حتى أصبح هناك العشرات منها.
وأشار إلى أن غالبية مناطق القدس حولها الاحتلال لمشاريع كالحدائق التوراتية، وذلك باستغلال مساحات كبيرة من أراضيها ومحيطها لأغراض تهويدية أو استعمالات عامة.
وفي سؤال طرحته "الرسالة نت" حول دور المقدسي في مواجهة تلك المشاريع التي تقسم قرى وبلدات المدينة المقدسة، أجاب خاطر: "الاحتلال هو السلطة المحتلة صاحبة القرار فيما يتعلق في هذه المساحات خاصة التي لا يوجد فيها مواطنون فلسطينيون ولا يمكن الوصول إليها بسهولة كما في المناطق الشمالية والجنوبية للمدينة وقرى هجر منها سكانها، لذا من السهل على الاحتلال تحويلها لتحقيق أهدافه".
وأكد أن الهدف من التهويد وإقامة حدائق توراتية هو إعطاء انطباع أن هذه الأرض أصلها لليهود وفيها معالم دينية تخصهم، عبر صناعة ملامح عامة على مساحات واسعة من المدينة المقدسة تروج للرواية (الإسرائيلية) وتحاول التغيير في المشهد الإسلامي العام للمدينة المقدسة.
وفيما يتعلق بعدد الحدائق التوراتية، أشار خاطر إلى أنها بالعشرات وغالبيتها محيطة بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة.
وتزامنا مع المخطط الجديد هدم الاحتلال الأسبوع الماضي ثلاثة منازل في القرية، إلى جانب هدم أكثر من 40 منزلاً منذ عام 2016، وتهديد 55 منزلاً آخر.
كما يجدر الإشارة إلى أن المستوطنة الجديدة تندرج ضمن خطة "القدس الكبرى"، التي تهدف لتعزيز الصلة بين القدس والمستوطنات المحيطة بها، وبإتمام بناء المستوطنة الجديدة وتحريك حاجز الولجة، سيطوق جدار الفصل القرية من جميع جهاتها.