قائد الطوفان قائد الطوفان

على خطى سابقيه

انشقاق باراك.. بداية النهاية لحزب العمل

الرسالة نت – أحمد الكومي

ايهود باراك، رئيس شعبة الاستخبارات الاسبق، رئيس الاركان الاسبق، رئيس الوزراء الاسبق، رجل الاعمال الاسبق، السياسي ذو الوزن الاستثنائي، فقد هذا الاسبوع صلاحيته في أن يقود "اسرائيل" نحو "النصر".

باراك انشق عن حزب العمل وأعلن تقديمه طلبا لتشكيل كتلة جديدة في الكنيست الصهيوني، تحمل اسم "عتسمؤوت" (استقلال)، وأنه ينوي تحويلها من كتلة إلى حركة وإلى "حزب مركزي صهيوني ديمقراطي"، يعمل بموجب "وثيقة الاستقلال" و"تراث دافيد بن غوريون". على حد تعبيره.

 مختصون في الشأن الاسرائيلي, رأوا في أحاديث منفصلة لـ "الرسالة نت"، أن انشقاق حزب العمل عن الكنيست الصهيوني، قد يكون مدخلاً لبداية نهاية الحزب، واللحاق بركب الأحزاب السياسية البائدة، مؤكدين في الوقت ذاته على أن انسحاب باراك لن يؤثر في حكومة نتنياهو، وفي مسار عملية التسوية التي تعيش أسوأ حالاتها هذه الأيام.

وخرج رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد ان انسحاب باراك من حزب العمل زاد من متانة الائتلاف الحاكم، وأن الحكومة باتت أكثر قوة في ادارتها.. في استقرارها.. وهذا هو المهم بالنسبة لإسرائيل. حسب زعمه.

المختص في الشأن الاسرائيلي حاتم أبو زايدة قال إن الحكومة الصهيونية ما زالت في حالة مستقرة، وتحظى بدعم كبير من أحزاب اليمين المتطرف، مضيفاً:" حكومة نتنياهو مدعومة بـ 60 عضو كنيست صهيوني، ولن يؤثر فيها انشقاق حزب العمل".

واستدرك:" انسحاب العمل كان متوقعاً بعد سلسلة الانشقاقات الحاصلة بداخله، وبعد انتهاء عملية التسوية".

ويوافقه الرأي الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، الذي قال إن قضية الانشقاق في المجتمع الصهيوني سهلة وبسيطة، وواردة في كل وقت وزمان، مضيفاً:" إسرائيل منذ 25 عاماً وهي تعيش حالة من عدم الاستقرار، وتسير نحو مستقبل مجهول ملئ بالخيارات الصعبة".

وأشار إلى وجود العديد من الأحزاب السياسية الصهيونية التي ظهرت واختفت في الوقت ذاته، مستطرداً:" هناك مشكلة حقيقة في الاستقرار الحزبي الإسرائيلي، وليس هناك وضوح في رؤية الإسرائيليين، في ظل الفوضى الفكرية الحاصلة".

توتر قائم

وفيما إن كان انشقاق حزب العمل عن الحكومة سيؤخر العدوان الصهيوني على قطاع غزة، في ظل تبادل رسائل الردع بين المقاومة والاحتلال، أوضح أبو زايدة أن السياسة الصهيونية لا تتغير بتغير الشخصيات.

وقال:" باراك سيبقى في الحكومة الصهيونية، لأن سياسة المصالح والمناصب تغلب السياسة العامة، وكل المجريات الحاصلة على الصعيد الصهيوني لن يؤخر العدوان، كون باراك هو المخطط الرئيسي لأي عدوان قادم على غزة".

في حين أكد أن الظروف التي يمر بها الكيان الصهيوني لا تنذر بعدوان يلوح في الأفق، لا سيما الظروف الإقليمية القائمة بين الإدارة الأمريكية وإيران، وما تمر به إسرائيل من ظروف داخلية صعبة، مستطرداً:" كل هذا وأكثر لا يشجع الكيان على المغامرة في حرب لا يعلم عواقبها".

بين النفي والتأكيد

وعلى صعيد آخر؛ توقع قاسم أن يكون لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو علاقة صريحة بانشقاق حزب العمل، وتشكيل حزب جديد.

وهو ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي قالت ان صفقة سياسية بين نتنياهو، وباراك دفعت بالأخير الى الإعلان عن انسحابه من حزب العمل.

وقالت الصحيفة:" إن نتنياهو تعهد لبراك البقاء في منصبه كوزير للأمن حتى انتهاء ولاية الحكومة الحالية، وهناك شخصيات في محيط نتنياهو ساعدت براك في خطوته الدراماتيكية".

غير أن المحلل أبو زايدة نفى أن يكون لنتنياهو صلة بانشقاق حزب العمل عن الكنيست الصهيوني، قائلاً:" على مرور الأعوام ونحن نشهد ظهور واختفاء حزب صهيوني جديد، ولكن في ظل الانشقاقات الداخلية وكثرة الأحزاب السياسية فلن يكتب لحزب "الاستقلال" النجاح".

وضرب أبو زايدة مثالاً في حزب المتقاعدين وحزب العلمانيين، وما استحوذ عليه هذان الحزبان من مقاعد في الكنيست، وأشار إلى أنهما حصلا على 6 مقاعد، مبيناً أن هذه الأحزاب اختفت بعد سنوات قليلة من تشكليها.

وقال إن المجتمع الصهيوني يشهد عملية تفريخ للأحزاب السياسية، مؤكداً أن الكيان يتجه نحو التطرف والأحزاب المتدينة.

واستطرد:" انشقاق حزب العمل قد تكون بداية نهايته".

علاقات عامة

وفي سياق الحديث عن المفاوضات بين حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، ومدى تأثير انشقاق حزب العمل والوزراء الثلاثة من الحكومة الصهيونية على مستقبل عملية التسوية، قال المحلل السياسي قاسم: إن إسرائيل لا تأخذ المفاوضات على محمل الجد، فهي تسير في هذا الطريق من باب التسلية فقط لا غير".

وزاد:" المفاوضات ليست عنصراً أساسياً في تحديد السياسات الإسرائيلية، وإنما هي مضيعة للوقت".

وأكد أن إسرائيل أخذت ما تريده من السلطة الفلسطينية "التنسيق الأمني"، موضحاً أن إسرائيل حققت نجاحاً كبيراً في تحويل رجالات السلطة إلى وكلاء أمنيين على درجة عالية من الإندماج الكامل.

وفي السياق ذاته؛ قال أبو زايدة:" المفاوضات انتهت وليس هناك تسوية، وهي مجرد حملة علاقات عامة من أجل تحسين صورة إسرائيل لدى المجتمع الدولي".

ولفت إلى وجود مخطط صهيوني يدعى 2020، يهدف إلى حسم الصراع مع الفلسطينيين قبل الوصول إلى عام 2020، مشيراً إلى أن المخطط دخل حيز التنفيذ منذ اتفاقية أوسلو المشؤومة.

وبين وجود مخطط صهيوني آخر يستهدف السيطرة على الضفة الغربية وتقسيمها إلى مناطق متفرقة تخضع للسيطرة الصهيونية الكاملة، مضيفاً:" كافة هذه المخططات التي تجري بعلم الطرف الفلسطيني، جعلت المفاوضات عبارة عن جثة هامدة، تنتظر من يواريها الثرى".

 

البث المباشر