قال النائب المبعد عن مدينة القدس أحمد عطون إن الاعتقال الإداري سياسة ممنهجة للاحتلال (الإسرائيلي)، معتبرا أن هذا الاعتقال "مؤبد مفتوح".
جاء ذلك في مقابلة مع الجزيرة مباشر بعد إفراج سلطات الاحتلال عنه أول أمس الجمعة، إثر اعتقال إداري استمر 8 أشهر.
وقال عطون: أنا من مواليد عام 1968 بمدينة القدس، قرية صور باهر، وأمضيت في سجون الاحتلال ما يزيد على 16 عاما.
وأضاف: بعد اعتصام لرفض قرار الاحتلال إبعادنا عن القدس استمر 500 يوم متواصلة في مقر الصليب الأحمر في الشيخ جراح، قامت قوات الاحتلال باختطافنا من داخل المقر.
واستطرد قائلا: رفضنا قرار الإبعاد عام 2011 لأن هذا الباب إن فتح سيكون بداية ولن تكون له نهاية، وما زلنا نرفض استلام أي وثيقة حتى لا ننتقص من حقنا في العودة إلى مدينة القدس.
وعن الاعتقال الإداري قال عطون: الاعتقال الإداري أطلق عليه المؤبد المفتوح فقد أفرج عني قبل الاعتقال الأخير مدة 6 أشهر فقط، وقبلها قضيت عاما في الاعتقال الإداري من دون تهم بقرار من المخابرات الإسرائيلية.
ولا تقدم في الاعتقال الإداري أي لائحة اتهام، بل تظل التهمة في ملفات سرية لا يطلع عليها أحد، حتى المحامي، وتبقى تحت مزاج الأجهزة الأمنية بالمخالفة للقوانين المحلية والدولية.
وأضاف: هذه سياسة ممنهجة للاحتلال لا يحترم ميثاقا أو وعدا ولا يخضع لأي قواعد قانونية، كثير من الأسرى حصلوا على وعود بالإفراج بعد اتفاق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولكن تراجعوا عنها كما في حالة الأسير خليل عواودة.
وقال إن هناك من صادقت المحاكم على الإفراج عنهم فوريا، ثم رفضت الأجهزة الأمنية تنفيذ القرار وقامت بالتمديد لهم، مضيفا أن ثمة أسرى تحت الاعتقال مصابون بالسرطان والفشل الكلوي، وهناك بين المعتقلين من الرجال والنساء كبار في السنّ بلغ عمر أحدهم 72 عاما وهو في الاعتقال الإداري منذ 18 شهرا.
وأوضح عطون أن هناك من استشهد في الأسر بسبب الإهمال الطبي وهناك جثامين محتجزة.
وقال “أتمنى أن تكون هناك إجراءات فاعلة لإطلاق سراح المعتقلين خاصة المرضى والنساء وكبار السن وإنهاء ملف الاعتقال الإداري حتى ينعكس ذلك على حياة الناس”.
رسائل الأسرى
وعن الرسائل التي حملها معه من الأسرى إلى الشعب الفلسطيني قال عطون: الرسالة الأولى والأهم هي رسالة الوحدة الوطنية، لابد أن نكون موحدين لمواجهة الاحتلال.
وأضاف أن “الرسالة الثانية: الأسرى يطالبون بحريتهم فهم أسرى حرية ومطلوب من الكل أن يسعى لرفع هذه المظلومية عن الأسرى في سجون الاحتلال”
وتابع: هناك قصور رسمي فلسطيني وعربي تجاه قضية المبعدين ولم تؤخذ على محمل الجد، وهناك مسارات قانونية نسلكها، وما زلنا في المحاكم على أمل أن ننتصر ونعود إلى بلادنا، ونأمل من الأحرار في العالم مساندتنا وأن لا يفلت الاحتلال من العقاب على جريمة إبعادنا عن القدس.
وفي ختام حديثه وجه عطون رسالة إلى الشعب الفلسطيني قائلا: أنتم تاج الرأس وأنا أستصغر معاناتي عندما أرى أم شهيد أو أم أسير أو من يهدم بيته. كل التقدير لأهلنا في كل مكان الذين يرفضون الاحتلال وممارساته.
كما وجه رسالة إلى الأسرى في سجون الاحتلال قائلا: أنتم رأس الحربة المتقدمة وتعتبرون قدوة لشعبنا ومن ضحيتم بزهرة شبابكم يا مقاتلي الحرية.
وفي رسالة إلى القيادة الفلسطينية قال: يجب أن تتحملوا المسؤولية التاريخية والوطنية تجاه معاناة شعبكم، ويجب أن يكون لكم دور ملموس تجاه ملف الأسرى وملف الانقسام.
المصدر : الجزيرة مباشر