تعيش عائلة شحادة المقيمة في حي بطن الهوى لحظات من الرعب من قدوم جرافات ومعاول الهدم التابعة لجمعية "عطاريت" الاستيطانية، لتطردهم وتصادر منزلهم بعد أن رفضت محكمة الاحتلال يوم الأحد الماضي استئنافا تقدمت به العائلة ضد قرار إخلائها من منزلها، دون إبداء الأسباب القانونية، وبذلك يبقى قرار الإخلاء قائمًا.
هذا الهاجس يعيش فيه أهالي بطن الهوى بحي سلوان من سنوات حيث كانت محكمة صلح الاحتلال أصدرت قرارًا يقضي بإخلاء بناية سكنية تعود للمقدسي يونس شحادة وأبنائه العام الماضي، مستندة إلى ادعاءات جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، وتم الاستئناف على القرار، واستمرت المداولات في المحاكم الاحتلالية حتى اليوم.
استأنفت عائلة شحادة للنظر في قرار محكمة الاحتلال بتأجيل قرار مغادرة البيوت، الذي يحدد مصير خمس وثلاثين فردا من العائلة، ورغم تقديم كل الأوراق الثبوتية التي تؤكد أن العائلة تقطنها قبل عام 67، إلا أن البناية تحولت إلى أحد أملاك منظمة استعمارية لم تعرف القدس قبل هذا العام.
إبراهيم شحادة أحد أفراد العائلة يقول: نحن صامدون حتى الرمق الأخير، ولن نغادر فالأرض لنا، والمحامي طلب تقبل الالتماس ورد الادعاء.
قصة عائلة شحادة ليست الوحيدة في بطن الهوى وسلوان والشيخ جراح وكل ما يحيط بمنطقة المسجد الأقصى التي تعتبر هدفا نوعيا لدى الاحتلال لا يمسح لسكانها بالبناء أو الترميم، ويتعرضون لحملة هدم وطرد ممنهجة هدفها تفريغ المدينة القديمة من عروبتها.
زهير الرجبي، مسؤول لجنة حي بطن الهوى، قال إن أهالي الحي يتضامنون ويتواجدون في المحكمة المركزية لأجل سبعة وثمانين عائلة مهددة بيوتهم بالمصادرة من حي بطن الهوى في القدس من قبل منظمة "عطيريت كوهانيم" الاستيطانية.
توجهت اللجنة للمحكمة لتجميد القرار مقابل مبلغ مالي مقدر بمائتي ألف شيكل لصالح منزل عائلة شحادة، وبعد تباحث القضاة، رفضت المحكمة قبول الاستئناف.
تسع عائلات من 87 عائلة تضم 850 فردا يعيشون في خمس عشرة بناية كلها تسلمت قرارات إخلاء ولا زال مصير عائلة شحادة معلقا في أروقة المحاكم، بينما تستند المنظمات الاستيطانية إلى وسيلة وحيدة لإثبات حق ليس لها، وهو الكذب والتزوير، وفوق كل هذا مطالبات بالتعويضات والهدم لأنهم يدعون أن هذه العقارات ملكهم.
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب قال إن حي بطن الهوى في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى هدف قديم لمطامع الجمعيات الاستيطانية (الإسرائيلية)، وهذه الجمعيات تعمل منذ احتلال القدس على مصادرة المباني وطرد سكانها بهدف التوسعة الاستيطانية.
جمعية عطيريت الاستيطانية تدعي ملكيتها للأرض المقام عليها حي بطن الهوى منذ القرن التاسع عشر، وهو ادعاء باطل، حيث إن السكان يمتلكون الوثائق التي تثبت ملكيتهم للأراضي والممتلكات، إلا أن المحاكم (الإسرائيلية) تفصّل القرارات حسب الأهداف الاستعمارية للاحتلال وبالتالي غير موثوق بقراراتها، حسب قول أبو دياب.
حركة "السلام الآن" ذكرت في تقرير لها أن هذه الدعاوى جزء من عشرات الدعاوى التي قدمتها جمعية عطيريت كوهانيم ضد 84 عائلة فلسطينية تسكن حي بطن الهوى، وهذا يعني أن هناك أكثر من 700 شخص معرض للتشرد.
وتستند الجمعية إلى ادعاء لبعض المستوطنين أنه في أواخر القرن التاسع عشر تم تخصيص الأرض لمالكين يهود ولصندوق يهودي لصالح اليهود اليمنيين الفقراء في القدس.
ويسعى المستوطنون إلى طرد العائلات الفلسطينية التي بنت منازلها بشكل قانوني على تلك الأرض بعد عام 1948.