قائد الطوفان قائد الطوفان

باراك طعن حزب العمل وترك سفينته بلا قبطان

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

تدور جلبة في سفينة حزب العمل الإسرائيلي بعد تخلي القبطان عن قمرة القيادة وهربه باتجاه خصوم حزبه التاريخين في حزب "الليكود" .

حارقا كل السفن من خلفه وممزقا جواز سفره القديم في حزب العمل انسحب زعيم الحزب ووزير الدفاع في حكومة نتنياهو "ايهود باراك" بشكل مفاجئ .

ولحق بباراك 4 وزراء آخرين انسحبوا من الحكومة لينخفض بذلك الائتلاف الحاكم من 74 عضوا إلى 66 ما يبدد آمال حزب العمل السياسية .ويرى مراقبون للشأن الإسرائيلي أن انسحاب باراك من حزب العمل تم وفق صفقة سريّة بين "باراك ونتنياهو" أعدت من قبل بينما ستجنح الحكومة القادمة أكثر للتطرف .

صفقة سياسية

وجه باراك طعنة لحزب العمل في الظهر عندما انسحب من حزبه مقدما مستقبله الشخصي على حساب العمل حيث يطمح في الاحتفاظ بمنصبه كوزير للدفاع .وأكد الباحث في الشئون الإسرائيلية محمد مصلح أن باراك شكل طوال الفترة الماضية نقطة ضعف لحزب العمل ما أثار من حوله انتقادات قادة الحزب .

وأضاف: "تاريخيا حزب العمل كان عبارة عن تشكيلات تجمعت منذ القدم كبقية الأحزاب والآن سيعود للتشرذم" .وأشار أن باراك كان سيواجه صعوبة بعد سنة داخل حزبه لافتا أنه من ذلك النوع الذي يفر في مستقبله الشخصي أكثر من حزبه.

وأراد باراك مداهمة الوقت والحفاظ على مركزه عبر صفقة سياسية مع نتنياهو على أن يدعم الأول الأخير في الانتخابات المقبلة .أما الباحث في الشئون الإسرائيلية د.سعيد زيداني فوصف ما وقع بأنه اتفاق يعبر عن انتهازية سياسية بامتياز مارسها كل من نتنياهو وباراك .

وقال إن ما وقع يبقي على الحكومة دون اللجوء للانتخابات ويبدد آمال العمل الذي يطرح نفسه كبديل لليكود .

وأضاف: "يمتلك حزب العمل 13 مقعد في الكنيست وبانسحاب باراك وزملائه يبقى للعمل 8 مقاعد ما سيضعف الحزب أكثر إلا أن نجح العمل في النهوض من جديد" .

حكومة متطرفة

الآن علم بقية أعضاء الحكومة الإسرائيلية لماذا غمز "نتنياهو" بعينه "باراك" في جلستهم الأسبوعية السابقة وكأنه يستعجل وقع المفاجأة على خصومه السياسيين .سيمدد "نتنياهو" ساقيه تحت الطاولة مستريحا من انتقادات حزب العمل المزعجة ويرتمي في حضن اليمين الذي قد يكون في يده سلاحا ذو حدين .

والتقى كل من "باراك ونتنياهو" في مفاجأة للسياسة الإسرائيلية فالأول يريد مغنما طويل الأمد والثاني تروق له أن تكون كل الفرقة تعزف بآلة موسيقية واحدة اسمها "اليمين" .

ونفى الباحثان في الشئون الإسرائيلية أن يقدم حزب باراك الجديد المنوي تسميته "الاستقلال" متوقعان أن يكون حزبا ضعيفا وبلا هوية.

وأكد الباحث زيداني أن قائمة باراك المشكلة حديثا فلا يبدو لها ملامح ولا برنامج عمل وأن كل ما يطمح له فقط البقاء في منصبه كوزير دفاع .

وأكد الباحث مصلح أن باراك ظل دائما يحتفظ بنزعة مترددة وأنه بتصرفه الأخير يقترب من اليمين.

وتوقع أن تكون حكومة نتنياهو بعد ما أقدم عليه باراك أكثر تطرفا وأنها ستواجه صعوبات في خطابها السياسي العالمي وسيكون توجهها سلبيا أكثر باتجاه القضية الفلسطينية .

وتابع:"نتنياهو يخضع الآن لليمين المتطرف أكثر من قبل وسيكون اليمين سكينا على رقبته وهو يحاول الاتفاق والنقاش مع بقية الأحزاب المتطرفة" .

أما الباحث في الشئون الإسرائيلية سعيد زيداني فأكد أن نتنياهو الآن مرتاح أكثر من قبل وأن حكومته الآن ستصبح أكثر حكومة يمينية عرفتها إسرائيل في تاريخها .

وتابع:"سيتحول باراك وزملائه لرهينة في يد نتنياهو أما المستفيد الأكبر فهم الأكثر تطرفا مثل ليبرمان وحركة شاس" .

أما قطاع غزة فإن المتابعين للشأن الإسرائيلي قالوا إنه الآن بحاجة لحكمة في إدارة الصراع أكثر من أي وقت مضى لأن البنادق اليمينية مصوبة بدقة نحو الهدف .

البث المباشر