كشف نشطاء دوليون، عن بدء تجهيزات جديدة لإطلاق قوارب جديدة أبرزها أسطول العودة؛ تهدف لمحاولات جديدة لكسر الحصار البحري عن قطاع غزة.
وأجمع النشطاء خلال تحدثهم عن تجاربهم السابقة في مؤتمر دولي بمدينة غزة عقده مجلس العلاقات الدولية – فلسطين، اليوم الإثنين، على ضرورة مواصلة الجهود لكسر الحصار وحشد الدعم الدولي والعالمي للضغط على الاحتلال لوقف الجريمة التي يرتكبها بحق الإنسانية منذ 16 عاما.
وتناول المؤتمر الحصار (الإسرائيلي) المفروض على القطاع، بمشاركة شخصيات دولية وعربية.
وقال منسق قافلة أميال من الابتسامات والناشط الدولي في كسر الحصار عن قطاع غزة، الدكتور عصام يوسف، إن الحصار سياسة (إسرائيلية) هدفها عزل القضية الفلسطينية عن العالم وخداعهم أنه يمارس حق الدفاع عن نفسه بفرضه على القطاع.
وكشف يوسف في كلمته أمام المؤتمر عن وجود توجه من اتحاد أسطول الحرية لإطلاق جولة بحرية في الموانئ الأوروبية من خلال قارب جديد للانطلاق لكسر الحصار عن قطاع غزة مجددا.
وشدد على ضرورة أن يشهد هذا الحراك حراكا مماثلا في قطاع غزة من خلال تسيير مسيرات بحرية على الشواطئ لدعم هذه الجهود الدولية الهادفة لكسر الحصار.
وأضاف "كل ما نقوم به من جهود في محاولات إنهاء الحصار الغير أخلاقي والقانوني مهمة أساسية بيد الشعب الفلسطيني أكتر من غيره، لذلك ما يقوم به الشعب الفلسطيني من مقاومة للاحتلال والحصار جهود مهمة في سبيل كسره".
وأكد يوسف أن محاولات كسر الحصار لم تتوقف على الإبحار وإنما شملت أيضا تسيير قوافل برية كقوافل أميال من الابتسامات وشريان الحياة التي لازالت مستمرة وتصل قطاع غزة عن طريق جمهورية مصر العربية.
وأوضح أن شعارهم الذين يرفعونه منذ بدء الحراك الدولي لكسر الحصار عام 2008 قائم على شيء واحد، وهو نقل العالم لقطاع غزة ونقل ما يجري في غزة إلى العالم.
وشدد يوسف على مواصلة جهودهم لكسر الحصار من خلال التواصل مع مصر والذي تكلل بإنشاء المنطقة التجارية في معبر رفح في محاولة لكسره، وهو جهد مبارك تشكر عليه مصر.
وأشار إلى أنهم أرسلوا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة الكثير من المستلزمات الطبية والاجتماعية ضمن محاولات تعزيز صمود المواطنين في القطاع ومن ضمنها 37 سيارة إسعاف.
من ناحيته، أكد البروفسور والناشط الحقوقي باسياس فانغيلاس وهو أبزر مؤسسي حملات كسر الحصار البحري عن قطاع غزة، أن رسالة قطاع غزة هي المقاومة لذلك يحارب ويتم محاصرته من الاحتلال (الإسرائيلي).
وأوضح فانغيلاس أنهم نجحوا ضمن جهودهم ومشاركتهم بحشد التأييد والدعم لنصرة قطاع غزة وكسر الحصار وتمكن قاربان تم تجهيزهما من الوصول لغزة وبعد 23 يوما من الإبحار.
وبين أن هدف هذه القوارب كان إيصال رسالة للاحتلال وحكومته أن هناك أكتر من مليوني إنسان يرزحون تحت حصار ظالم يحرمهم الحق في الحياة.
وتابع "كان هدفنا توحيد كل الجهود الغربية والدولية من أجل دعم الشعب الفلسطيني الذي تمت محاصرته بسبب تعبيره عن رأيه في انتخابات نزيهة".
وشدد على ضرورة إيجاد حلول لبعض التحديات والمشاكل التقنية التي عانوا منها خلال تسييرهم قوافل كسر الحصار البحرية.
من جانبها، قالت الناشطة الدولية جولدين سونميز، إن قوارب كسر الحصار نجحت في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ولفت أنظار العالم اتجاه حصار قطاع غزة.
وأضافت سونمير في كلمة لها أنهم تمكنوا من استجواب (الإسرائيليين) في المحاكم الدولية ومساءلتهم في ظل استمرار جريمة حصار غزة ومحاربة جهود كسر الحصار والاعتداء على النشطاء الدوليين الذين ناصروا القضية الفلسطينية.
وتابعت هناك طريقان أساسيان لكسر الحصار عن قطاع غزة، أولهما أن الحصار على غزة جريمة ضد الإنسانية وهو مبدأ يجب عدم نسيانه".
وبينت أن (إسرائيل) بإجراءاتها تحاول تدمير الاقتصاد الفلسطيني ومنع وصول المساعدات لقطاع غزة وهو ما يمثل جريمة حرب ضد الإنسانية.
وشددت على أنهم ومن خلال الجانب القانوني يحاولون إجبار محكمة الجنايات للإقرار بأن الحصار على غزة جريمة دولية وقانونية متكاملة الأركان، "ونحن في محكمة لاهاي مستمرون في المدافعة عن حقوق الإنسان ورفع الحصار عن غزة".
وأضافت سونمير "البعض يعتقد أن القضايا المرفوعة ضد الاحتلال هي بسبب مهاجمتهم للمشاركين في قوافل كسر الحصار لكن بالحقيقة هي بسبب جريمة مواصلة الحصار في قطاع غزة وارتقاء ضحايا بسببه".
وأشارت إلى أنه مادام الحصار مفروضا على غزة سيكون هناك ضحايا، لذلك سنواصل رفع الدعاوى ضد الاحتلال في المحاكم الدولية، ويجب مواصلة رفع القضايا ضد الاحتلال بسبب الحصار من خلال المحامين الذين يمثلون عائلات الضحايا في محكمة الجنايات الدولية.
ولفتت إلى أن الحصار المفروض على غزة جريمة وجهود كسره يجعل (إسرائيل) تشعر بالحرج من استمراره، ومجلس حقوق الانسان في الأمم المتحد أكد ان استمرار الحصار جريمة بحق الإنسانية في قطاع غزة.
بدورها، أكدت الأمين العامة لإتلاف المرأة العالمي وممثلة لأميال من الابتسامات في ماليزيا الدكتورة فوزية محمد حسن، أن الحصار هو سياسة عقاب جماعي وفصل عنصري اتجاه قطاع غزة وهو بحاجة لدعم مستمر من أجل رفعه عن السكان.
وشددت حسن في كلمة لها، على ضرورة محاربة التطبيع وعزل (إسرائيل) في جميع النواحي السياسية والرياضية والموسيقية وغيرها ويجب أن نضغط على المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية لإحقاق العدالة.
وبينت أن هناك الكثير من الجهود المبذولة لكسر قطاع غزة وأبرزها قوارب فك الحصار التي تحدت البحرية (الإسرائيلية) منذ عام 2008 وجرى إرسال أكتر من 32 قارباوأبرزها اسطول الحرية وسفينة مرمرة بمجموعة من الأفراد الذين يدعمون كسر الحصار.
وأشارت إلى أن الدعم الحكومي الماليزي قليل وهم يعتمدون على الدعم الخارجي بشكل أكبر من خلال النشطاء والمتضامنين مع القضية الفلسطينية في مختلف أرجاء العالم.
وأوضحت أنها عملت كطبية في أحد قوارب كسر الحصار عام 2016 التي أبحرت إلى قطاع غزة، وضم العديد من الجنسيات والتخصصات في محاولة لدعم غزة وكسر حصارها آنذاك قبل أن يتم الاستيلاء على القارب من الاحتلال واحتجاز ركابه.
من جانبه، قال نقيب المهندسين الأردنيين السابق وائل السقا، إن الجهود الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة لم تتوقف "وكان للمهندسين الأردنيين دور هام في كسر الحصار منذ العام 2009 عبر تنظيم رحلات وقوافل لكسر الحصار ومنها عقد المؤتمرات الدولية".
وأكد السقا في كلمة له أن النقابات المهنية الأردنية شاركت من خلال 33 مشاركا في أسطول الحرية عام 2010 "وتم اعتقالنا من الاحتلال وتم مفاوضتنا على أننا تجاوزنا الحدود وأخطأنا في جهودنا وكان رفضنا مستمر قبل أن يتم تحويلنا لعمان".
وأضاف "شاركنا في شريان الحياة وقوافله وكان هناك إقبال أردني على المساهمة والمشاركة ومساهمة بالإبحار لغزة لكنها منعت من السلطات الأردنية والمصرية، وحاولنا جلب الحشد الدولي من اليونان وغيرها ".
وشدد السقا على أن فلسطين ونصرتها وتحريرها واجب عربي ونحن معها حتى التحرير وما بعد سيف القدس ليس كما قبله فلا التنسيق الأمني ولا المفاوضات يعيد الأرض ولكن المقاومة وحدها قادرة على ذلك.
وفي ختام الجلسة الثانية من المؤتمر قال أحمد النجار من غزة مدير عام العلاقات الدولية في وزارة التربية والتعليم، إن جهود كسر الحصار أثبتت أنها قادرة على التسبب بتصدع في جدار الحصار المفروض على غزة.
وطالب النجار في كلمة له، بضرورة استمرار المحاولات مهما كلف الأمر "ونعلم جيدا أن تنفيذ مثل هذه المشاركات والحملات مكلفة للغاية لكن لها آثار كبيرة، بعد أن كان شعبنا على مدار سنوات طويلة يشعر أنه وحده في مواجهة الغطرسة الصهيونية".
وتابع "بعد تسيير الوفود بدأت نفسيات الغزيين في الحصول على المزيد من الصمود وتعزيز موقفهم في وجه الاحتلال، والمحاولات أكدت أن الفلسطينيين يقومون بواجبهم اتجاه محاولات الخلاص من الاحتلال والانعتاق والحرية ورفع الحصار".
وشدد على أن محاولات كسر الحصار أبقت على حيوية القضية الفلسطينية وجعلتها ماثلة في الأروقة الدولية وكشفت تنطع المجتمع الدولي الذي يتبجح بالديمقراطية حين مارس الفلسطينيون حقهم في انتخاب ممثليهم عام 2006 وكان الحصار الظالم.
ولفت إلى أن هذه الجهود كان لها دور كبير في دحض الرواية الصهيونية المزيفة والتي تحاول تحوير الصراع وإنكار حق وثوابت القضية الفلسطينية.