قائد الطوفان قائد الطوفان

رغم مواصلته أسرلة المنهاج الفلسطيني

الاحتلال يفشل في تشكيل جيل مقدسي يؤمن بروايته المزيفة

شبان فلسطينيون في الأقصى
شبان فلسطينيون في الأقصى

الرسالة نت- مها شهوان

منذ انتفاضة القدس 2015، يتصدر الشباب المقدسي المشهد السياسي والميداني من خلال العمليات الفدائية التي ينفذونها ضد الاحتلال، مما وضع الأخير في مأزق وشتت أجهزته الأمنية في تعقب هؤلاء الصغار الذين يعملون بشكل منفرد وبإمكانات متواضعة.

وبشكل علني تبدي القيادة (الإسرائيلية) خوفها من الأجيال الفلسطينية الصاعدة، خاصة وأنهم يجرونها إلى المربع الذي يريدون، فتارة عملية طعن منتصف النهار، وتارة أخرى في مكان يصعب الدخول إليه، وثالثة في آخر الليل، وكل واحدة يقودها شخص أو اثنان.

التفاصيل الاستثنائية تشد شباب القدس فيسارعون لتنفيذ عملية جديدة تكمل ما سبقها من مسلسل أرعبت حلقاته الاحتلال.

قائد شرطة الاحتلال السابق في القدس المحتلة آريه عميت، أكد أنّ "هذا الجيل من الفلسطينيين، مختلف، ويعرف التنظيم".

وقال عميت، في حديث "للقناة 12" (الإسرائيلية)، إنّ "هذا الجيل من الفلسطينيين يعرف العمل، وهو جيل أكثر احترافية وأكثر تعلماً"، مشيراً إلى أنّ "هناك جيلاً فلسطينياً لا نعرف عنه شيئاً، والخطر الأكبر يأتي بشكل خاص من مجموعات صغيرة كهذه لا نعلم عنها شيئاً".

ولفشل الاحتلال (الإسرائيلي) ومنظومته الأمنية في تتبع منفذي العمليات البطولية من الجيل المقدسي الجديد، بدأ ينبش لإحداث تغيير في المنهاج الفلسطيني بالقدس ومحاولة أسرلته وإدخال مصطلحات ومعلومات تعزز الرواية (الإسرائيلية) في محاولة لحرف الأجيال الصاعدة عن قضيتهم.

يقول زياد شمالي رئيس اتحاد أولياء الأمور في القدس، إن الاحتلال يحاول اختراق المناهج التعليمية في القدس لبناء جيل يكون جاهزا بعد عشر سنوات ليحكي الرواية (الإسرائيلية) وبالتالي يسيطر على القدس من جميع مناحي الحياة سواء عبر عقول الأجيال أو المرافق وطمس معالمها الإسلامية والعربية.

وأوضح شمالي "للرسالة نت" أن الاحتلال يحاول أسرلة المنهاج الفلسطيني للسيطرة على العقل الفلسطيني من خلال كي الوعي عبر مناهج (إسرائيلية) تغرس في عقول الصغار لينخرطوا فيما بعد في أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية.

ولفت إلى أن ما يجري على أرض الواقع مغاير تماما لتطلعات الاحتلال، فهو رغم محاولات تهويد المدينة لكن الأجيال الجديدة أشد شراسة وانتماء للقضية الفلسطينية عامة وللقدس خاصة، مؤكدا أن كل محاولات الاحتلال فاشلة كون الأهالي يغرسون في عقول أبنائهم معاني الانتماء والوطنية.

جيل مختلف في المواصفات

ويبذل الاحتلال جهدا كبيرا في مدينة القدس عبر محاولات جذب الجيل الجديد عبر وسائل ترفيهية أو مغريات مادية، لكن يبدو أن هذا الجيل لا يغريه سوى مدينته القديمة وأقصاه.

ما تتناقله وسائل الإعلام يعكس الواقع الحقيقي فمثلا عند دخول الأقصى للصلاة يسأل الجندي الفتيان إلى أين أو ما اسمك، فيردون "ما دخلك هادي أرضي وغصب عنك حترحل عنها".

تلك العبارات كان لها وقع على جنود الاحتلال فكانت ترعبهم، لاسيما وقت الاشتباكات حين لا يكترث الشباب الصغار لأسلحة الجنود بل كانوا ينقضون عليهم بالضرب دون خوف.

وفي دراسة جهاز الأمن (الإسرائيلي) العام – الشاباك- تبين له من التحقيقات التي أجراها مع 90% من منفذي العمليات الفلسطينية الذين بقوا أحياء، أن (الإسرائيليين) أمام جيل جديد غير مسبوق في المواصفات والمعايير التي عرفوها في الانتفاضات الفلسطينية السابقة.

وفي ذات السياق يقول المختص في الشأن المقدسي زياد حموري إنه منذ اليوم الأول لاحتلال القدس سعت سلطات الاحتلال لفرض واقع جديد على أهالي المدينة، لكن كانت الصورة واضحة للمقدسيين وتصدوا لهم.

وذكر حموري "للرسالة نت" أن الاحتلال منذ سنوات طويلة يعمل بشكل مكثف على أسرلة المناهج الفلسطينية في القدس وزادت الوتيرة مؤخرا، لكن هناك تصد كبير من كل فئات المجتمع المقدسي بما فيهم المدارس وأولياء الأمور، فهم يدركون خبايا الاحتلال ومحاولاته لتغيير الواقع الفلسطيني، وإلغاء بعض القضايا المتعلقة بتراثه وتاريخه.

وأكد أن أولياء الأمور يتصدون لروايات الاحتلال التي يحاولون تمريرها عبر المناهج لتغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي ومعلومات ثقافية مغلوطة لا تؤثر على الجيل الجديد.

ولفت حموري إلى أن الاحتلال رغم محاولات تهويده للقدس إلا أنه اليوم أمام معضلة كبيرة وهي الوجود السكاني وبالتالي تعمل سلطات الاحتلال بشكل مكثف للضغط على المقدسيين لترك المدينة عبر التعليم لما يشكله الجيل الجديد بتركيبته من خطورة على الاحتلال.

البث المباشر