قائد الطوفان قائد الطوفان

يستهدفها يوميًا

في طريق العمل.. الاحتلال يقتل زكارنة نكاية بجنين

الرسالة نت-رشا فرحات

استنزاف مدينة جنين ومخيمها وتوسع دائرة العمليات العسكرية ضدها، يبدو أنه قاعدة هذا العام، فكل المدن تهدأ إلا جنين.

عطا الشلبي زكارنة كان عاملا بسيطا، يصحو فجرا ويتوجه برفقة شقيقه وابن عمه إلى عملهم، ولكن تلك الليلة، ما قبل فجر الخميس، كانت ليلة مختلفة، فحينما مروا من الطريق، وجدوا شابا يتدلى من باب سيارته، ودماؤه تغطيه، ركضوا محاولين إنقاذه لكن عطا سقط نازفا.

حاول الشقيق سحب شقيقه من بين أصوات الرصاص، وحينما شعر أنه بمكان آمن، قلبه ليتأكد من وضعه، فعرف فورا أنه استشهد، وهذا ما التقطته الكاميرا: قفزات الأخ وصراخه على فراق أخيه، وقد كان قبل قليل، سائرا باتجاه عمله.

كانت تلك مجزرة تمت في عتمة الليل، سيارتان تقفان على الطريق، أطلق جنود الاحتلال الرصاص عشوائيا على الرجال المقبلين لإنقاذ القتلى، فأصابت شلبي بست رصاصات وأنهت حياة أب ويتمت أربعة أطفال، كانوا شهودا على جريمة مركبة ارتكبها الاحتلال في جنين.

وصلت طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بعد عناء، وبعد أن منعت لساعات كما هو المعتاد، ولكن شهود العيان رأوا بأعينهم ورصدوا ما حدث. القوات الخاصة دخلت وسط المدينة وأطراف المخيم، واعتلت عددا من المباني المرتفعة التي تكشف المنطقة ونصبت قناصتها.

وبينما كان الجنود يراقبون معتقدين بأن العمال الأربعة هم فرائس آخرين من المقاومين الذين تحاول اصطيادهم، ولأنهم فشلوا في تحقيق هدفهم، أخذوا يطلقون النار على المارين هناك، وحتى على طواقم الإسعاف.

يقول ابن عم الشهيد: "كان عطا يحمل تصريح عمل، ولو كان أحد المقاومين المطلوبين لما ذهب كل يوم إلى الداخل المحتل للعمل، هو أب لأربعة أطفال، أصغرهم طفلة لم تتجاوز الثلاث سنوات".

يتابع: "ما حدث جريمة فعطا معروف لدى الجميع حتى للجنود الواقفين على حاجز الجلمة بأنه عامل يمر يوميا من هناك ومعه ثلاثة من رفاقه العمال ومن الطبيعي أن يخرج في هذا الوقت من الليل".

وبارتقاء الشهداء الثلاثة في جنين ومخيمها يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 216 شهيدا، بينهم 164 في الضفة الغربية، و52 في قطاع غزة.

وتؤكد المعطيات على الأرض أن الاقتحامات اليومية تستهدف المدنيين بشكل مكثف في جنين بالذات، وكأنها وقعت عقدا مع القتل، وحول ذلك يؤكد المحلل السياسي محمد أبو علان في مقابلة مع "الرسالة" أن الاحتلال يرى أن جنين عاصمة " الإرهاب" كما يسميها الإعلام (الإسرائيلي)، وهي التي تقود موجة العمليات ضد الاحتلال منذ آذار الماضي.

وبين أن هدفه الرئيس من خلال عملية أسماها " كسر الأمواج" هي الحد من انتقال موجة العمليات إلى بقية المناطق لذلك تتم عمليات الاقتحام يوميا حسب أبو علان.

ويرى أبو علان أن الاحتلال منذ بدايته لا يفرق بين المدنيين، فاليوم طفلة وقبل أيام عدد من العمال، وهذه المسألة ليست جديدة فالاحتلال لا يفرق بين طفل وشاب، لأنه يعتقد أن القتل المتواصل هو أداة ردع، لذا هو قائم على سياسة القتل وهي عقيدة بالدرجة الأولى.

البث المباشر