حرصت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ تأسيسها على وحدة الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وقواه، وترى في الوحدة المنطلق الأساس والسلاح الأقوى لمقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين، وتبنّت "الحوار" أساسًا لإنهاء جميع الخلافات الفلسطينية الداخلية خلال السنوات الأخيرة.
وتؤكد الحركة دومًا على عصمة الدم الفلسطيني، كما قال مؤسسها الشيخ أحمد ياسين: "الدم الفلسطيني فوق كل الخلافات، ونحـن نـرفض الفتنـة والصراع الداخلي، هذا منهجنا في القديم والحاضر والمستقبل".
التمسك بالانتخابات
في مايو 2021 قادت حماس جهودا كبيرة لخوض الانتخابات الأولى منذ 15 عامًا، قبل أن يعلن رئيس السلطة محمود عباس رسميًّا تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى.
لقد قضى هذا القرار غير المسؤول على آمال شعبنا في إنهاء سنوات من الأزمة الداخلية والتدهور السياسي، وفرصة حقيقة لترتيب البيت الفلسطيني لمواجهات العدو الصهيوني.
إعلان الجزائر
انفتحت الحركة على دعوات الحوار كافة، وقادت الكثير من جولات الحوار في مواقع ومراحل عدة، كان آخرها في أكتوبر 2022، في العاصمة الجزائرية، حيث جرت حوارات مطولة، خلصت إلى "إعلان الجزائر" الذي تضمن التأكيد على اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية.
وأعلنت الحركة في أكثر من بيان لاحق أنها جاهزة لتنفيذ "إعلان الجزائر" للمصالحة الفلسطينية، وأكدت أنَّ "المرحلة الحالية تستوجب إنهاء كل الخلافات على الصعيد الداخلي والتفرغ لإنهاء الاحتلال".
ودعا رئيس المجلس التشريعي د. عزيز دويك إلى إتاحة الفرصة لمبادرة الجزائر، قائلا: علينا أن نجتهد في إعطاء الفرصة للوحدة واللحمة ولم الشمل الوطني.
العمل المشترك
وترى حركة حماس أن أمثل طرق إدارة الصراع مع الاحتلال، هو العمل المقاوم الموحد والمشترك وحشد طاقات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال بكل الوسائل وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة معه، وأن الدولة الفلسطينية الحقيقية هي ثمرة التحرير.
وعسكريًّا، لطالما كان توجه حركة حماس وذراعها المسلحة كتائب القسام للقيام بعمليات مشتركة مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الأخرى، ولعل هذا كان أحد أهم مرتكزات تعزيز الوحدة الوطنية، فما يربطه الدم لا يفرقه أي شيء آخر.
وقد رسخت حماس الوحدة الوطنية بشكل حقيقي عبر تشكيل غرفة العمليات المشتركة في غزة، وأصبحت مواجهة الاحتلال عسكريًّا تُبنى وفق سياسة واحدة، وقد تشكلت إلى جانب ذلك الغرفة المشتركة في جنين ونابلس.
وقال القيادي في الحركة حسين أبو كويك إن حماس تعمل بكل السبل لتوحيد قوى شعبنا على خط مقاومة الاحتلال الصهيوني، والحركة تقدم في سبيل الوحدة كل التنازلات، مع مطالبة السلطة لوقف التنسيق الأمني مع العدو.
حفاظ على المبادئ
واليوم وبعد 35 من الانطلاقة، حافظت حماس على المبادئ التي انطلقت بها وبقيت ثابتة على قيمها وثوابت شعبها، فلا اعتراف بدولة الاحتلال، وفلسطين كلها أرض فلسطينية عربية إسلامية من بحرها إلى نهرها ومن شمالها إلى جنوبها.
ولا تتدخل حماس بالشؤون الداخلية لأي دولة، وترى في العالميْن العربي والإسلامي العمق الاستراتيجي للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولم تعترف بالقرارات الدولية الظالمة، ولم ترضخ للضغوط، وما تزال ثابتة على مواقفها مدافعة عن وجودها وشعبها وأرضها تتقدم بخطى ثابتة نحو النصر والتحرير.
وفي ذكرى انطلاقة حماس، لا تزال يد الحركة ممدودة إلى القوى والفصائل الفلسطينية كافة للتوحد على برنامج وطني يحمي المقاومة ويحافظ على الثوابت الوطنية من أجل دحر المحتل الغاصب ونيل الشعب حقوقه المشروعة كاملة.