قائد الطوفان قائد الطوفان

ناصر أبو حميد مطاردا ثم جريحا ثم أسيرا ثم شهيدا

فادي رمضان

بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني 4700 أسير فلسطيني من بينهم (33) أسيرة، ونحو (160) قاصرًا، و(820) معتقلًا إداريًّا من بينهم ثلاث أسيرات، وأربع أطفال، هؤلاء الأسرى يعيشون حياة صحية استثنائية، تتراوح بي آلام الأسر وما يلحق به من تعذيب جسدي ونفسي وآلام الإهمال الطبي والحرمان من الرعاية الطبية الممنوعة لإضعاف أجساد الأسرى وصولا للموت البطيء حيث بلغ عدد الشهداء من الأسرى ٧٤ شهيد ممن تعرضوا للإهمال الطبي من بين ٢٣٣ شهيدا وكان آخرهم الشهيد الصنديد ناصر أبو حميد.

مقالنا هذا لن يكون عاديا وكيف يكون كذلك ونحن نكتب لنرثي ابن الخمسين ربيعا ناصر أبو حميد، والذي ذاق من الاحتلال كل اشكل التعذيب الجسدي والنفسي ولم يبدل او يغير ولسان حاله يقول إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذر، حيث بانت ملامح نضاله منذ نعومة أظافره وكان عمره لم يتجاوز ال 13 عاما حين اعتقل من قبل قوات الاحتلال للمرة الاولى وتلاها عام 1990 بعد اصابته اصابة بليغه برصاص الاحتلال، تعرض لعدة محاولات اغتيال، الى ان اعتقل عام ٢٠٠٢ وحكم عليه 7 مؤبدات وخمسون عاما، فارسنا اليوم والذي ترجل عن فرسه شهيدا بتاريخ 20/12/2022 قضى ثلاثون سنة من حياته في سجون الاحتلال حيث أصيب بسرطان الرئة بسبب الاهمال الطبي الذي تعرض له كحال باقي الأسرى في سجون الاحتلال.

مضى ناصر الى الله ليشتكي ظلم السجان وظلم النظام الدولي وتجاهله لقضية الأسرى في سجون الاحتلال، كيف لا نرثي هذا الفارس وهو أخ شهيد وأربع أسرى في سجون الاحتلال، وقد دمر الاحتلال الصهيوني منزلهم خمس مرات، كيف لا نرثيه ولم تضعفه كل الظروف والضغوطات، ولم يلين لمرضه امام سجانه (حين طلب منه محاميه أن يكتب طلبا لرئيس دولة الاحتلال للعفو عنه بسبب مرضه).

الشهيد ناصر أبو حميد يضعنا امام استحقاقات كبيرة لهؤلاء الأسرى العظام، الى من صنعوا التاريخ ودونوه بأعمارهم وتضحياتهم وقهروا سجانهم، الأسرى الذين هم بحاجه لمتابعة طبية، ويوجه الرسائل التالية:

-ان تبقى قضية الاسرى حاضرة في كل وقت وكل حين، وان تبذل المقاومة المزيد من أوراق الضغط على الاحتلال للرضوخ والاستجابة للإفراج عن الأسرى.

-ان يتم الضغط على المؤسسات الدولية بشكل اوسع للضغط على الاحتلال لتقديم العلاج المناسب للمرضى، وان يتم رعايتهم صحيا دون تقصير.

-مطلوب ممن آمنوا ولا زالوا يؤمنوا بمسار التنسيق الامني العودة إلى حضن الشعب والمقاومة، وأن يقوموا على مصلحة الوطن والقضية، وأن لا يتركوا السلاح كوصية النابلسي لإخوانه المقاومين.

-وكانت رسالته الأخيرة ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي.

أم ناصر حميد عجزت الكلمات عن وصفك، ولا نقول الا أن صبرك الله وأقر عينك برؤية أبنائك الأسرى في صفقة قريبة إن شاء الله وجميع امهات شعبنا، يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

البث المباشر