تولت حكومة بنيامين نتنياهو زمام الأمور في (إسرائيل) بوزراء هم الأكثر تطرفا منذ نشأة دولة الاحتلال، وهو ما يضع الفلسطينيين أمام تحديات كبيرة.
وفي الحديث عن توجهات عملها، لم تتطرق الحكومة اليمينية المتطرفة لذكر المستوى الرسمي الفلسطيني وآليات التعامل معهم، أو أي حديث عن حل الدولتين.
ووفق موقع "واي نت" العبري، فإن الخطوط العريضة والتوجيهات الأساسية للاتفاق الائتلافي لعمل الحكومة الجديدة، تجاهلت ذكر المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين.
تجاهل السلطة!
الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) عمر جعارة، أكد أن التفاوض مع الفلسطينيين غير موجود لدى الساسة (الإسرائيليين) في حكومة اليمين المتطرفة.
وقال جعارة في حديث لـ "الرسالة نت": "وفق الفكر (الإسرائيلي)، فلا يمكن الاعتراف بالوجود الفلسطيني بالشكل الصريح، والمفاوضات خلال جميع السنوات السابقة جاءت بصفر كبير".
وأوضح أن التجاهل يدلل على التطرف الكبير للحكومة (الإسرائيلية) الجديدة، "وللأسف نجد أن السلطة مصرّة على السير بطريق المفاوضات دون أي تراجع".
وشدد جعارة على ضرورة أن يكون لدى السلطة موقف مغاير من المفاوضات التي تنتهجها، "في ظل حكومة (إسرائيلية) تتطلع لمواقف إجرامية بحق الفلسطينيين".
ووفق "واي نت" تنص الحكومة الجديدة على تعزيز مكانة القدس وتطويرها وتوسيع البناء فيها للحافظ على السيادة الكاملة فيها، وإحباط أي نشاطات وصفت بـ "المعادية".
وتؤكد الوثيقة الائتلافية على توسيع البناء في المستوطنات بالجليل والنقب والجولان والضفة الغربية، وشرعنة البؤر الاستيطانية وتوفير البنى التحتية لها، والعمل من أجل الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، وتمرير تعديلات على مشروع قانون "فك الارتباط/ الانسحاب من غزة وشمال الضفة" بما يسمح بإقامة مدرسة دينية في حومش، إلى جانب التزامها بالعمل ضد برنامج إيران النووي.
وأكد الموقع العبري أن الفلسطينيين لا يظهرون في الخطوط السياسية العريضة للحكومة، بل إن الاتفاق مع حزب بن غفير، ينص على أنه "طالما استمرت السلطة في اتخاذ إجراءات ضد (إسرائيل) في لاهاي أو في المحاكم الدولية الأخرى، فإن الحكومة ستضع سياسات وتدابير ضدها".
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) رجائي الكركي، أن إعلان حكومة الاحتلال الجديدة عن سياستها، يؤكد التجاهل الواضح للسلطة في أيٍ من خطواتها المقبلة.
وقال الكركي في حديث لـ "الرسالة نت": "برنامج الحكومة المتطرفة يدلل على تجاهل كبير للسلطة وخصوصا فيما يتعلق بالاستيطان ونيتها التوسع الكبير فيه".
وأوضح أن برنامج حكومة نتنياهو يؤكد أنه لا يمكن الحديث عن أي تسوية سياسية مع السلطة خلال فترة هذه الحكومة.
وأضاف: "لم يتجه نتنياهو لفتح قنوات سياسية مع السلطة بسبب أن الاتفاق مع ايتمار بن غفير وسموتيرتش وغيرهم تؤكد على أنه لا يوجد قنوات عمل مع الفلسطينيين".
ويعتقد الكركي أن السلطة لا تمتلك أي ورقة حوار للعمل بها مع الاحتلال، "فاتفاقية أوسلو انتهت رسميا، ولم يعد هناك طريق للمفاوضات، ففي ظل التهام الاستيطان للضفة، على أي شيء ستتفاوض السلطة؟".
وتابع: "ربما نجد أن هناك دعوات سطحية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باستمرار "عملية السلام" وستكون للمزاودة الإعلامية فقط وليس للتطبيق على أرض الواقع".