غزة - الرسالة نت
حين ينكشف المستور في بعض الاحيان ويظهر قبح المعادلة ، يكون كبش الفداء معد وجاهز للتضحية، وهذا هو حال السلطة الفلسطينية التي ظهرت في حالة ضعف كبير بعد الوثائق السرية التي كشفتها قناة الجزيرة القطرية تحت عنوان "كشف المستور" والذي كشف عن 1600 وثيقة سرية من خبايا سجلات التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
صحيفة "غارديان" البريطانية، وصفت في مقال خاص، سجلات المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية التي تقوم "الجزيرة" بنشرها بأنها "رسالة الانتحار الأطول في التاريخ"، وقالت إنه من الصعب تحديد من يرتسم بصورة أسوأ؛ القادة الفلسطينيون الضعفاء والجبناء والمتحمسون لكيل المديح لنظرائهم الإسرائيليين، أم الإسرائيليون المهذبون في كلماتهم والمحتقِرون في أفعالهم".
وعلى إثره، سارعت حركة "فتح" إلى عقد اجتماع طارئ في مدينة رام الله، استمر لساعات طويلة منذ الليلة الماضية وحتى ساعات فجر اليوم الاثنين (24/1)، تخلله اتصالات هاتفية مع الأذرع الإعلامية للحركة، للتباحث في سبل الرد على ما أوردته قناة "الجزيرة" الفضائية من وثائق رسمية، تحمل أختام دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية، وتُظهر حجم "التنازلات" التي قدمتها السلطة للجانب الإسرائيلي، دون الحصول على مقابل مقنع.
رئيس السلطة المنتهية ولايته، محمود عباس لم يكن أمامه سوى إبداء الاستغراب إزاء هذه الوثائق، والتحجج بالقول: ’لا أعلم من أين جاءت الجزيرة بأشياء سرية، ولا يوجد شيء مخفي على الأشقاء العرب، وعندما يحصل شيء نتصل بعدد من الدول، وبالسيد عمرو موسى ونطلعهم على ما يجري".
وبدورها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن العرض الأولي العام للوثائق السرية حول المفاوضات بين الاحتلال وسلطة رام الله يكشف تواطؤ السلطة مع الاحتلال، وتعكس دورها في التورط في محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وقالت إن هذه الوثائق تكشف عن تورط السلطة في محاولة تصفية حقوق الشعب الفلسطيني خاصة في ملفي القدس واللاجئين، وكذلك التورط ضد المقاومة في الضفة وغزة، والتعاون مع الاحتلال في حصار غزة والتورط في العدوان عليها أواخر عام 2008.
وتتوالى ردود الأفعال بين المؤيد والمعارض لما نشرته الجزيرة، حيث نفى رئيس الوزراء الصهيوني السابق ايهود اولمرت ما اوردته الجزيرة من وثائق تكشف سير المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين على مدار 10 سنوات الماضية .
ونقل موقع يديعوت احرنوت الاسرائيلي عن مكتب اولمرت قوله ان التقرير يتضمن العديد من المغالطات والتصريحات التي نشرت "غير صحيحة"، في حين رفضت رئيسة حزب كاديما تسيبي لفني التعليق على الوثائق التي نشرت .
وتخرج مجدداً الإدارة الاميركية لتؤكد أنها تعمل جاهدة على فحص الوثائق التي نشرتها الجزيرة، مشيرة إلى عدم قدرتها في المرحلة الراهنة على تأكيد صحة هذه الوثائق وانها ما زالت تركز جهودها على تحقيق حل الدولتين.
وركزت في مجمل ردها على سعيها للتواصل مع جميع الاطراف بغية تقليص الفجوات حول القضايا الجوهرية، من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
قناة الجزيرة وعدت بمواصلة سعيها في الكشف عن المستور وأطلقت موقعا جديدا سمته "كشاف الجزيرة" جميع الوثائق، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو "إطلاع المهتمين على ما يدور في غرف السياسيين المغلقة أو ما يتاح من أسرار حول قصص الفساد ومواضيع انتهاك حقوق الإنسان، وغير ذلك".
وأشارت إلى أن أنها خصصت اليوم الأول للقدس، فيما تتضمن الأيام التالية وثائق ومعلومات حول اللاجئين والتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وفيما بعد الأسرار المرتبطة بالعدوان على غزة قبل سنتين، وتأجيل تقرير غولدستون ومواضيع أخرى مهمة.