وثّقت منظمة (بتسيلم) الحقوقية (الإسرائيلية)، قتل جنود الاحتلال مسنًّا فلسطينيًّا في طوباس بالضفة الغربية من دون أن يشكّل خطرًا على أحد، وقد سارع جيش الاحتلال كعادته، إلى التنصّل من المسؤولية.
ورصدت المنظمة في تقرير لها، ملابسات ما حدث فجر يوم 19 أغسطس الماضي حيث اندلعت مواجهات بين شبّان يرشقون بـ”الحجارة” وجنود من الاحتلال يطلقون “رصاصهم الحي”.
نحو الساعة 5:00 فجرًا دخل 6 من جنود الاحتلال إلى بناية مكاتب في الشارع الرئيسي في طوباس وتمركزوا في الطابق الثالث، وبعدها أطلقوا النيران عبر نوافذ المكاتب مستهدفين فلسطينيّين “مسلّحين” في الزقاق المجاور للبناية.
وعند السّاعة 5:20 بعد انتهاء صلاة الفجر، خرج المصلّون من مسجد في الشارع الرئيسي على بُعد نحو 200 متر من بناية المكاتب المذكورة، وخرج صلاح صوافطة (58 عامًا) مع المصلّين وتوجه مسرعًا نحو منزله، في فيديو وثّقته كاميرات المراقبة وشهود عيان.
وخلال ذلك، مرّ صوافطة بالرصيف المقابل لبناية المكاتب. في تلك الأثناء، جاءت 3 سيارات جيب عسكرية (إسرائيلية) وتوقفت في جوار البناية.
وعندما وصل الرجل إلى مدخل مخبز على بُعد نحو 100 متر جنوب البناية، أصيب في رأسه بنيران أطلقها الجنود المختبئون في البناية فسقط على الأرض.
وكما حاول جيش الاحتلال التنصّل من دم صحفية الجزيرة شيرين أبوعاقلة التي اغتيلت برصاص قنّاص (إسرائيلي) على مداخل جنين في مايو الماضي، حاول أيضًا كعادته التنصّل من مقتل صوافطة مكررًا المزاعم نفسها وسارع بإلقاء المسؤولية على “مسلّحين فلسطينيّين”.
غير أن تحقيق بتسيلم يُظهر أن الفلسطينيين كانوا شمال غرب المخبز، وأنه من موقعهم هذا ليس هنالك خط إطلاق إلى المكان الذي أصيب فيه صلاح صوافطة.
إضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج فحص الجثمان على يد طبيب شرعي بتكليف من بتسيلم أن الرصاصة اخترقت رأس صوافطة من الجهة اليمنى، أي من جهة مبنى المكاتب الذي يوجد فيه جنود الاحتلال.
وزعم الجيش بأن “القنّاصين الذين انتشروا في القرية غادروا مواقعهم قبل أن يُصاب صوافطة”، وأن “المركبات العسكرية التي شاركت في العملية كانت قد بدأت تتحرك”.
لكن المركبات العسكريّة في الواقع لم تغادر المكان إلا بعد مرور دقيقتين على نقل الإسعاف لصلاح صوافطة، وهو ما يظهر بوضوح في تسجيلات الفيديو.
وحسبما نُشر في وسائل الإعلام العبرية، لم يتقرر بعد ما إذا كانت الشرطة العسكرية ستجري تحقيقا أم لا.
وتقول المنظمة إن “الأكاذيب التي ينشرها جيش الاحتلال لا يمكنها طمس الحقائق.. فإطلاق النار على صلاح صوافطة لم يكن حدثًا استثنائيًّا وإنّما جزءًا من سياسة إطلاق النار غير القانونية المنافية للأخلاق، التي تطبّقها إسرائيل في المناطق المحتلّة، إذ تسمح للجنود بإطلاق الرّصاص الحيّ على الفلسطينيّين دون أيّ مبرّر”.
ويتمتّع الجنود مطلقو النيران بحصانة مطلقة ودعم تام من أعلى المراتب في المنظومتين العسكرية والسياسية في (إسرائيل)، بغض النظر عن ملابسات الحادثة، وهي سياسة تؤكد بتسيلم أنها تعكس عُمق استهتار الاحتلال بحياة الفلسطينيين.
الجزيرة نت