يبدو أن ما تعانيه الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو "لا تسر عدوا ولا صديقا)، فهي رغم تشكيلها منذ أسابيع قليلة من استلامها للحكم تواجه ضغوطا داخلية من المجتمع اليهودي وخارجية من الفلسطينيين عبر العمليات الفدائية المنفردة.
وللأسبوع الخامس على التوالي يتظاهر 100 ألف (إسرائيلي) ضد حكومة نتنياهو، وهم يرفعون لافتات تؤكد رفضهم تدخل الحكومة (الإسرائيلية)، بجهاز الشرطة والقضاء وتقويضهما وفقا لسياساتها، فيما اعتبروه مسا بالديمقراطية وانقلابا عليها".
وتقول المعارضة، إن خطة الإصلاح القضائي التي تسعى حكومة نتنياهو لتنفيذها، تمثل "بداية النهاية للديمقراطية"، فيما يردد نتنياهو أنها تهدف إلى "إعادة التوازن بين السلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية) الذي انتُهك خلال العقدين الأخيرين".
ووصفت وسائل إعلام دولية وعربية و(إسرائيلية) حكومة بنيامين نتنياهو، التي أدت اليمين الدستورية في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأنها "الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ (إسرائيل)".
ويتهم فلسطينيون (إسرائيل) بالعمل بوتيرة مكثفة على تهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية، فيما يتمسكون بشرقي القدس عاصمةً لدولتهم المأمولة استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال (إسرائيل) للمدينة عام 1967 ولا بضمّها إليها في 1981.
تأجيج الصراع
يرى حسن خاطر، المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أن حكومة نتنياهو خطرها يزداد على الشعب بسبب الأجواء داخل مجتمعها فهي محاصرة من الشارع (الإسرائيلي) لدرجة أن رموز الحكومة أصبحوا يتحدثون عن الاستقالة كما يهدد بن غفير في حال لم ينجح في تنفيذ برنامجه الانتخابي.
ويقول خاطر (للرسالة نت) إن تلويح عدد من وزراء حكومة نتنياهو بالاستقالة دليل على حجم ضغوط الشارع (الإسرائيلي).
ويؤكد أن ما تفعله حكومة نتنياهو في الشارع الفلسطيني حيث الانتهاكات في المسجد الأقصى وهدم البيوت في القدس وملاحقة الشبان في الضفة المحتلة، كل ذلك يجعل حكومته محاصرة وتعيش مواجهات ساخنة بشكل مستمر.
ويشير خاطر إلى أن الضغوط التي تعيشها الحكومة (الإسرائيلية) تدفع بنتنياهو لتنفيس غضبهم بطريقة يائسة مع الشارع الفلسطيني حيث تحاول تصدير أزمتها الداخلية تجاه القضية الفلسطينية، كما فعلت مؤخرا في مخيم عقبة جبر بأريحا.
وحول قرارات وخطوات بن غفير قال: "إيتمار بن غفير ليس وزيرًا للأمن القومي، بل وزيرًا الفوضى القومية، سموتريش وبن غفير لا يفكران في الأمن، وخطواتهما ستؤدي إلى انفجار الأوضاع".
يعلق خاطر بالقول: "بن غفير شخصية منبوذة لدى كل الأطراف بدليل محاولات الاغتيال التي تعرض لها في الفترة الأخيرة"، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية بالنسبة لليهود أنفسهم هي الأسوأ كونها فجرت الكثير من التناقضات في الشارع (الإسرائيلي) بدليل رغبة كثير من رجال الأعمال للهجرة.
وفي ذات السياق، يؤكد عبد العزيز صالحة المختص بالشأن (الإسرائيلي) عبد العزيز أنه بفعل الضغوط الشعبية على الحكومة (الإسرائيلية) ستشهد الفترة المقبلة موجة إضافية من التصعيد مع الفلسطينيين، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال قد يتعمّد خلال شهر رمضان التخفيف من استفزازاته للأقصى.
ويقول صالحة: "نحن مقبلون على فترة صعبة وحرجة في تاريخ القضية؛ فعملية التفاوض أثبتت فشلها المطلق، في وقت بلغ تطرف الكيان (الإسرائيلي) ذروته".
وأضاف: "عملية خيري علقم في القدس أعطت درسًا للعدو أنه قد يوهم نفسه أنه مسيطر على الأوضاع؛ لكن جميع توقعاته خابت، وهو في الحقيقة فقد قوة الردع لديه".
ويشير إلى أن الاحتلال يواجه أزمة حقيقية؛ لذا يحتاج الفلسطينيون الوعي المطلوب لمجابهة هذا الاحتلال.
وقال أن الأحداث الجارية تشير إلى أن حكومة نتنياهو الجديدة قد ستسقط خاصة في ظل اتهامات لها بأنها "تخطف الديمقراطية، من خلال تلك الإصلاحات القضائية، التي ستحول (إسرائيل) إلى ديكتاتورية".