قائد الطوفان قائد الطوفان

المقاومة تشعل الخلاف بين قادة الاحتلال

الرسالة نت- محمد عطا الله

أشعلت عمليات المقاومة نار الخلافات بين قادة الاحتلال وأقطاب حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، عقب التصريحات التي أطلقها وزير الأمن القومي (الإسرائيلي) المتطرف إيتمار بن غفير وحالة السخرية والصخب التي خلقتها تلك التصريحات.

وكان بن غفير قد توعد بشن عملية أسماها "السور الواقي2" شرقي مدينة القدس المحتلة؛ ردا على عملية القدس الأخيرة التي تسببت بمقتل ثلاثة مستوطنين (إسرائيليين) وإصابة آخرين.

وفي صحيفة معاريف العبرية، وصف المعلق السياسي للصحيفة بن كاسبيت، تصريحات بن غفير بالمضحكة، مشيرًا إلى أنه لا يتناسب مع منصب وزير "الأمن القومي"، وبأنه شخص غير مسؤول.

ورأى أن الأوضاع مقبلة نحو "حارس الأسوار2" وليس "السور الواقي2"، في حال نفذ بن غفير مخططه، مشيرًا إلى أنه لا يوجد بنية تحتية للمقاومة في شرقي القدس، وليس بها مختبرات للمتفجرات ولا تسلسل هرميا منظما، كما كان في الضفة خلال عام 2002، وأي عملية دون أهداف هي إفلاس.

ويعقب عضو "كنيست" الاحتلال، رون كاتس ساخراً من بن غفير: "وزير اللايكات، قبل أن تعطي للعدو تحذيرًا قبل 72 ساعة من العملية، أقترح عليك الاتصال بوزير الجيش والتعرف على هذا النوع من العمليات وصلاحياته".

ووصفت صحيفة، يسرائيل اليوم العبرية، تصريحات بن غفير بأنها متهورة، مشيرةً إلى أن الناخبين (الإسرائيليين) كانوا يتوقعون منه ومن سموتريتش الكثير، إلا أنه يبدو لم يتوقعوا أن الأمور ستسير على هذا النحو وليس هناك ما يدل على أنهم سيتمكنون من الاستمرار في هذا النهج.

فيما قالت الصحيفة في تقرير آخر لمراسلها العسكري يؤاف ليمور، إن "(إسرائيل) بحاجة لوزير مسؤول، وأن بن غفير يضر أكثر مما ينفع"، مشيرةً إلى أنه من الصعب على أي حكومة (إسرائيلية) أن تجد حلًا لوقف الهجمات الفلسطينية.

ورأت الصحيفة أن تصريحات بن غفير تشير إلى أنه لا يفهم شيئًا عن مسؤولياته وتصريحاته كانت طفولية وأثارت غضب نتنياهو والوزراء.

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، أن الخلافات التي احتدمت عقب عمليات المقاومة، بين قادة الاحتلال تعكس ضعف حكومة نتنياهو الذي بات لا يمتلك زمام الحكم جيدا في الحكومة.

ويوضح مقداد في حديثه لـ "الرسالة" أن عجز نتنياهو عن الاستغناء عن أي حزب من أحزاب حكومته، جعل بن غفير أن يتحدث كما كان في المعارض ليُبقي شخصيته الهوجاء كما هي في ظل عجز نتنياهو عن رفض أي سلوك لأعضاء الحكومة للمحافظة على بقائها.

ويبين أن ذلك يظهر في تماشي نتنياهو مع ما يتحدث به أعضاء حكومته وتصريحه بأنه سيدرس الخيارات، وهو ما خلق حالة من رد الفعل بين السياسيين في الكيان على اعتبار أن كلام بن غفير غير قانوني وغير منطقي وبحاجة للمصادقة من جميع المستويات السياسية في الكيان.

ويشير مقداد إلى أن كبار الضباط لدى الاحتلال انتقدوا سلوك بن غفير، على اعتباره أنه ليس من يقرر مثل هذه العمليات ولا يتعلق الأمن بحقيبة وزارة الأمن الداخلي وإنما بوزارة الجيش.

ويلفت إلى أن استمرار صمت نتنياهو عن قرارات وتصريحات وزرائه سيخلق المزيد من حالة الخلاف والشرخ والسخرية بين قادة الاحتلال.

ويرى المختص في الشأن (الإسرائيلي) الدكتور محمد أبو عودة، أن هذه الخلافات وإن اشتعلت تبقى ظاهرية وباطنها النيل من مقاومة شعبنا وبطولته في ظل تصاعد العمليات التي تأتي كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال المتتالية.

ويضيف أبو عودة في حديثه لـ "الرسالة" أن تعمق الخلافات في ظل تعاظم المعارضة وتزامنا مع التظاهرات الكبرى ضد سياسة الحكومة وقادتها، مع التدخل الأمريكي والدولي لإنقاذ ما يسمى بواحة الديمقراطية في الشرق الأوسط يمكن أن يدفع قادة الاحتلال للتراجع عن بعض إجراءاتهم ضد الفلسطينيين.

ويبين أن تصاعد الخلافات بين قادة الاحتلال يعكس أن الحكومة القائمة قصيرة المدى ونفسها قصير بسبب أنها تشد الوتر بشكل كبير مما سيؤدي إلى انقطاعه وتدميرها، وهو ما يمكن قراءته من تصريحات قادتها كبن غفير وغيره.

في نهاية المطاف، يمكن القول إن عمليات المقاومة في القدس والضفة وغيرها نجحت في إشعال الخلافات بين قادة الاحتلال وخلقت حالة تخبط بالكيان في ظل عجزهم بإخماد نار المقاومة التي تحرقهم في كل مكان.

البث المباشر