قائد الطوفان قائد الطوفان

أطفال القدس.. رجولة مبكرة ترعب الاحتلال

الرسالة نت-رشا فرحات

إن الهجمة المسعورة التي يشنها الاحتلال على أطفال القدس هي دلالة واضحة على أن رعبه هو سيد الموقف، وهذا الأمر ليس بجديد عليه، فالأطفال هم أول المستهدفين، وكأن مستهدفيهم من جنود الاحتلال يخافون من هؤلاء الأشبال أن يكبروا.

وقد بلغ عدد الفلسطينيين الذين تعرضوا للاعتقال منذ عام 1967 وحتى نهاية حزيران 2022 نحو مليون فلسطيني، منهم خمسون ألف حالة اعتقال سجلت في صفوف الأطفال الفلسطينيين (ما دون سن الـ 18 وفقًا للقوانين الدولية).

واعتقلت سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) منذ مطلع العام 2022 نحو 450 طفلًا فلسطينيًا، منهم 353 طفلًا من القدس ويشكلون النسبة الأكبر بين الأطفال المعتقلين.

كما أن قيام أطفال مقدسيين ببعض العمليات البطولية هذا العام زاد من الاعتقالات في صفوف الأطفال، وزاد من رعب الاحتلال أكثر.

وقد قالت الحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين في تحقيقاتها إن الاحتلال (الإسرائيلي) لجأ بشكل روتيني للقوة المميتة ضد الأطفال الفلسطينيين، في ظروف قد ترقى إلى القتل خارج نطاق القضاء أو القتل العمد، حيث قتل الاحتلال 53 طفلا خلال عام 2022 وثلاثة أطفال منذ بداية هذا العام.

وأضافت الحركة -في بيان لها- إن قوات الاحتلال (ماضية في استهداف الأطفال الفلسطينيين) رغم عدم تشكيلهم أي خطر على الجنود لحظة استهدافهم.

وتطرقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في تقريرها أيضا إلى تزايد الاعتقالات في صفوف الأطفال مشيرة إلى أن الاحتلال يحرم القاصرين الفلسطينيين من حقهم في الحرية من خلال استخدام الاعتقال الإداري.

وعن الاعتقال الإداري وهو سجن الأفراد لفترات طويلة دون تهمة أو محاكمة، بناءً على أدلة سرية، اعتبرت أن ذلك اعتقال تعسفي يتعارض مع جميع المعايير القانونية لحماية الأحداث، هذا إضافة إلى الاعتقال المنزلي المفروض عليهم.

وقد روى أطفال كثيرون شهادات مؤلمة لهيئة شؤون الأسرى، وأكدوا في تقارير منشورة بأنهم تعرضوا لأنواع مختلفة من الاعتقال اللاإنساني والمهين أثناء اقتيادهم لغرف التحقيق وزنازين الحجز.

وذكر التقرير أن كل الأطفال الذين تعرضوا لتجربة الاعتقال قد تعرضوا لشكل من أشكال التعذيب.

يقول موسى عكاري المختص في الشؤون المقدسية: "من الطبيعي بل ومن المفترض أن ينحى الأطفال جانبا عن أي معركة، لكن الاحتلال هو من دفع الأطفال المقدسيين دفعا إلى قلب المعركة، فهو الذي قتل صديق منفذ عملية شعفاط كما قال المنفذ خلال التحقيق معه، وقد كان الظلم الواقع على شعبه وأصدقائه أمامه سبب من أسباب قيامه بالعملية".

ويذكِّر عكاري أن قادة المقاومة الآن في غزة والقدس والضفة جميعهم كانوا أطفالا (أطفال الحجارة)، لافتا إلى أن هذا الاحتلال مخطئ إذا اعتقد أن قتل الأطفال واعتقالهم يمكن أن يفيده بشيء.

وأكد أن الاحتلال مارس القتل على كل الشرائح، حرق الطفل محمد أبو خضير في عام 2014 وحرق عائلة دوابشة وترك ذكرى في نفس طفل من عائلة دوابشة لن ينساها أبدا.

ويقول عكاري (للرسالة):" هذه الأخلاق التي مارسها الاحتلال، والقتل والعنف الذي خلقه وعززه في المجتمع الفلسطيني من الطبيعي أن يقابله المواطن الفلسطيني بموقف مقاوم خاصة المقدسي، الذي يحتك بالاحتلال على الحواجز وفي الشوارع بشكل أكبر.

وأضاف: "ولأن شعبنا لا يرضى الإهانة والذل سيظل يخرج كل يوم طفلا وراء طفل يقاومون هذه الهمجية".

البث المباشر