بعد ساعات على قمة العقبة.. الاحتلال يتمسك بالاستيطان

بن غفير في مستوطنة افيتار
بن غفير في مستوطنة افيتار

الرسالة- محمد عطا الله

كعادتها تضرب (إسرائيل) عرض الحائط بكل الاتفاقات واللقاءات وحتى القوانين والمعاهدات الدولية، وتواصل تعزيز البناء الاستيطاني وشرعنة البؤر الاستيطانية المخالفة للقانون الدولي.

وبعد ساعات على لقاء العقبة الذي أعلن فيه البيان الختامي بالبند قبل الأخير التوصل لاتفاق لتجميد ووقف الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية خلال فترة ما بين 4 لـ 6 أشهر، سرعان ما نفى قادة الاحتلال المتطرفين ذلك وأعلنوا استمراره وتصاعده.

وذكر وزير مالية حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) بتسلئيل سموتريتش، أن بناء المستوطنات في الضفة الغربية لن يتوقف ولو ليوم واحد.

وجاءت تصريحات سموتريتش عقب انتهاء القمة الأمنية التي عقدت في العقبة بحضور مصر والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة والأردن المستضيفة، وبحسب موقع 0404 العبري، فإنه تم الاتفاق خلال القمة التي تم عقدها في الأردن على تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية لمدة ستة أشهر بموافقة (إسرائيل).

وردا على ذلك عقب سموتريتش على التقارير، وقال: "لن يكون هناك تجميد للبناء وشرعنة البؤرة الاستيطانية ولو حتى ليوم واحد، هذا اختصاصي".

وكان الاتحاد الأوروبي أدان قبل أيام موافقة كيان الاحتلال (الإسرائيلي)، على خطط لبناء أكثر من 7000 وحدة استيطانية في المستوطنات بالضفة الغربية، مطالبًا كيان الاحتلال وقف بناء المستوطنات، وإلغاء القرارات الأخيرة على وجه السرعة، معتبرًا عدد الوحدات المُقرّة يتجاوز عدد الوحدات الاستيطانية خلال العام 2022.

ويؤكد المختص في شؤون الاستيطان عثمان أبو صبحة، أن الاستيطان جزء من العقيدة الصهيونية وأداة من أدواتهم استخدمتها الحركة الصهيونية منذ التخطيط لإقامة الكيان وتواصل العمل به وتكثيفه في الآونة الأخيرة.

ويوضح أبو صبحة في حديثه لـ"الرسالة" أن حكومة نتنياهو الفاشية تتبنى بشكل واضح ومُعلن تصعيد البناء الاستيطاني وشرعنة البؤر الاستيطانية لتمرير مشروعها، في ظل غياب البرنامج الفلسطيني لمواجهة تلك الخطط.

ويبين أن حبر اتفاق العقبة لم يجف حتى انقلبت (إسرائيل) عليه ونسفته بتصريحات قادتها التي أعلنت من خلالها أن الاستيطان لن يتوقف ولو دقيقة، مشيرا إلى أنه لم يتبق من مساحة الضفة سوى أقل من 15% بسبب قضم الأرض.

ويلفت إلى أن حكومة الاحتلال الفاشية تخلق قوانين عنصرية وتطبق ما وعدت به في برنامجها الانتخابي قبل أشهر بتكثيف بناء المستوطنات وإقامة البؤر الاستيطانية، مما يعني أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من آلاف الوحدات الاستيطانية.

ويرى المختص في شؤون الاستيطان الدكتور محمد عودة، أن الاحتلال ذهب إلى لقاء العقبة بمعزل عن ملف الاستيطان والخطة الاستراتيجية التي وضعها سموتريتش وقادة الحكومة الفاشية.

ويضيف عودة في حديثه لـ "الرسالة" أن الاهتمام بهذا الملف يأتي ضمن ما تسمى عملية الحسم والقائمة على سرقة الأرض وتعزيز الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية وتكثيفها، وضم جميع المناطق في إطار الحدود (الإسرائيلية) التي وضعتها دولة الاحتلال.

ويبين أن الهدف من الخطة تحويل ما يتبقى من الأراضي الفلسطينية إلى كانتونات صغيرة منعزلة ومنفصلة لتسهل السيطرة عليها، وفي محاولة للتضييق على الفلسطينيين وطردهم بطريقة أكثر هدوءاً إلى جانب عمليات القتل والهدم والترهيب.

ويشير عودة إلى أن اجتماع العقبة كان أشبه بحوار الطرشان، لا سيما وأن (إسرائيل) تفعل ما تريد وأمريكا لن تستطيع منعها، والسلطة في واد آخر عما يجري على الأرض.

البث المباشر