قائد الطوفان قائد الطوفان

شعبونية نابلس.. التقرب إلى الله باللقم

شعبونية نابلس
شعبونية نابلس

الرسالة نت-رشا فرحات

يقول المثل الفلسطيني: "اللقم تزيل النقم"، وهذا ما يتبعه المؤمن في نهج حياته، إلا أن أهالي نابلس لهم عادة قديمة لا زالت تمارس حتى الآن.

فعلى مائدة طعام وافرة، تطبخ كل امرأة في البيت طبخة وترصها إلى جانب أختها في لمة منتصف شعبان، أو ما يسميها أهالي نابلس (الشعبونية)، وهي وليمة طويلة يدعو فيها رب العائلة أرحامه من النساء، أخواته وعماته وخالاته، كنوع من أنواع صلة الرحم وعبادة يتقرب فيها إلى الله في منتصف شعبان.

النساء يجتمعن في دار العائلة على الأغلب، وهي الدار القديمة التي تربين فيها وهن صغيرات، أو أتين لزيارتها بين الوقت والآخر لقرابتهن مع صاحب الدار، فيسترجعن في جلسة (الشعبونية) ذكريات الطفولة واللعب في الحواري القديمة بجانب البيت القديم، وفي هذه المناسبة يلتئم شمل الإخوة الذين تفرقوا لشجار أو خصام؛ لأن الخصام سيمنع عنهم مغفرة نصف شعبان التي يسعى كل واحد منهم للحصول عليها في كل عام.

ومن أشهر أطعمة شهر شعبان أكلة الكوارع (الرؤوس والمقادم والكرش)، وأصناف الكبة واليخنة النابلسية والفسيخ والمفتول والمحاشي، فتجلس النسوة من أصحاب البيت والمدعوات يشاركن في جانب من جوانب إعداد الطبخة وهن مرحات مسرورات بفرصة الاجتماع بما لا يقل عن فرحتهن بالأطعمة النادرة التكرار.

ثم تأتي تحلاية أهل نابلس، وهي: إما الكنافة النابلسية المشهورة وإما الكلاش أو ما يسمى بالكلاج المحشو بالجبن النابلسي أو المكسرات كالجوز، وهناك أيضا البقلاوة وأنواع أخرى من الحلويات، ووجبات الغداء، تليها القهوة السادة لاعتقادهم أنها تساعد على الهضم.

وعادة (الشعبونية) كانت منتشرة في سوريا ولبنان والأردن، ففي سوريا يُسميها الناس (شعبونية) و(تكريزة رمضان)، وفي بيروت تسمى (سيبانة رمضان)، وكانت تتم خارج المدن في سوريا ولبنان، حيث ترتبط بالتفسح والخروج إلى المناطق المزروعة والبساتين.

واشتهرت في الكويت وبعض مناطق الخليج باسم (يوم القريش)، وكانت النسوة يأتين بطعامهن إلى بيت كبير العائلة، أو يذهبن إلى شاطئ البحر في اليوم الأخير من شعبان للأكل بشكل جماعي مُستذكرين المثل الشعبي: "اليوم القريش وباكر نطوي الكريش".

البث المباشر